الكلور، وهو العنصر رقم ١٧ في الجدول الدوري للعناصر، يُعتبر أحد العناصر الرئيسية في الطبيعة التي تلعب دوراً حيوياً في العديد من العمليات البيولوجية والكيميائية. هذا الغاز الأخضر الفاتح ذو الرائحة النفاذة والمعروف علمياً باسم Cl2، يتميز بعدد كبير ومتنوع من الخصائص التي تجعله مادة قيمة وخطيرة في الوقت نفسه.
على مستوى التركيب الذري، يمتلك الكلور ستة إلكترونات خارجية مما يجعله غازاً غير مستقر بشكل طبيعي ويحتاج إلى اكتساب إلكترون واحد حتى يصل إلى حالة مستقرة. هذه الخاصية تجعل منه عامل مؤكسد قوي، بمعنى أنه قادر على أخذ الإلكترونات من المواد الأخرى أثناء التفاعلات الكيميائية.
في مجال الصناعة والتكنولوجيا، يستخدم الكلور بكثافة في إنتاج البلاستيك والأسمدة والأدوية والمبيدات الحشرية. كما أنه يدخل كجزء أساسي في تركيب مبيدات الكلوروفورم المستخدمة كمخدر عام خلال الجراحات الطبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الهيدروكلوريك حمض الذي يحتوي على الكلور لتلميع الأخشاب وتنظيف المعادن.
ومع ذلك، فإن الخطورة البيولوجية للكلور كبيرة للغاية. التعرض له قد يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي والحساسية الجلدية وأيضاً تلف الرئة إذا تم استنشاقه بكميات كبيرة. لذلك، ينبغي التعامل معه بحذر شديد عند العمل فيه داخل المختبرات والصناعات المرتبطة به.
وفي النهاية، رغم تشابهه مع عناصر أخرى مثل الفلور والبروم والاودين، إلا أن كلور لديه شخصية فريدة ومجموعة خاصة به من الخصائص التي جعلته ضروري جداً بالنسبة للإنسان ولكنه أيضا يشكل خطرا محتملا إن لم تتم معالجته بشكل صحيح وآمن.
