وفقاً لدراسات علمية عدة، فإن أول مخلوق حي ظهر على سطح كوكبنا ليس له شكل تقليدي نتعرف عليه اليوم. وفقاً لهذه التحقيقات، فإن السلالة الأولى كانت تنتمي إلى عالم الأنواع البحرية البسيطة للغاية - "الإسفنج". يعود تاريخ ظهور هذه الكائنات الغامضة إلى حوالي ٢٥٠ مليون سنة مضت. صحيح أنه بينما نعرف الآن العديد من أصناف الإسفنج ذات الهياكل المعقدة نسبياً، إلا أن تلك التي سبقت كل شيء آخر كانت أقرب بكثير إلى مجرد تجمعات خلوية بدائية.
لم تكن تمتلك مثل هؤلاء الأقارب القدامى الجهاز العصبي المعقد القائم لدى بعض الإسفنج الحاليين ولا القدرة على تحريك أجسامهم بنفس الطريقة. ومع ذلك، فقد برهنوا على قدرتهم على الترشيح للغذاء من الماء، وهو نظام تغذية أساسه مرشحات تناسب طريقة حياتهم المحدودة المكان. تشير تقديرات العلماء إلى وجود ما بين خمسة وآلاف نوع مختلف للإسفنج خلال فترات زمنية مختلفة عبر التاريخ الأحفوري للأرض.
بالإضافة للإسفنج، يأتي "قنديل البحر" و"سرطان حدوة الحصان"، بحكم ارتباطاتهما الوراثية القديمة بالكائنات البدائية، ليحتلّا مكانة بارزة أخرى بين قائمة أقدم أشكال الحياة البرمجانية. يعد كل منهما جزءاً مما يُعرف باسم شعبة اللافقاريات ("Phylum Cnidaria") والتي تعد أقرب نظائر المخلوقات المتعددة الخلايا للنظام البيئي المبكر لكوكب الأرض.
بينما يستمر البحث العلمي باستكشاف أسرار الطبيعة والكشف عنها شيئاً فشيئاً، تبقى مسألة معرفتنا الدقيقة حول أول مخلوق حي خلقته يد الله محاطة بغموض وجاذبية خاصة. إنه دليل واضح على تعقيد وخفاء خلق رب العالمين لنا ولجميع مخلوقات الدنيا!