ولد Gregor Mendel، باعتباره رائدا في مجال الوراثة، نتيجةً لأبحاث دقيقة ومفصلة حول خصائص النبات. تُعتبر أعماله مكون أساسي لفهم كيفية نقل الخصائص الجينية عبر الأجيال المختلفة. بدأ مهمته التعليمية في مدرسة ثانوية في تشيكوسلوفاكيا حيث تعمق أكثر في دراسة الأحياء والفلك وعلم الأرض قبل الانتقال إلى الزراعة التجريبية المتعلقة بنبات البازلاء.
اختياره لنبات البازلاء جاء بسبب عدة عوامل؛ فهي خنثى مما يسمح بإجراء عمليات تلقيح ذاتية، تحتوي على مجموعة متنوعة من الخصائص الضدية مثل اللون والشكل والحجم، إضافة إلى أنها تمتاز بدورات حياة قصيرة ويمكن زراعتها بسهولة.
قام مندل بتطبيق منهجه العلمي دقيقًا للغاية خلال تجاربه، حيث ركز على صفة واحدة فقط عند قيام التقاطعات، متجاهلاً الآخرين المؤثرة. وقد أدى تركيزه وحسن طرقه البحثية إلى تحديد اثنين من القوانين الرئيسية فيما أصبح يعرف الآن بالقوانين المندلية للوراثة.
القانون الأول، والذي يُطلق عليه أيضًا "قانون الفصل"، يشير إلى أن كل كائن حي يحتوي على نسخة مزدوجة من الجينات المرتبطة بكل خاصية. عند التكاثر، يتم نقل نسخة واحدة من هذه الزوجات إلى نسلهم. إذا كانت إحدى نسخ الجينات هي الجين السائد - وهو الأكثر تأثيرًا - فإن تلك الخاصية ستظهر في النسل. أمثلة شائعة لهذا قد تشمل لون العين أو الشعر لدى الإنسان، أو ألوان الأزهار لدى النباتات.
أما القانون الثاني فهو معروف بمسميات مختلفة بما فيها "قانون الاستقلال"، الذي يفسر أنه بالنسبة للأشكال الجينية المختلفة للشخصية، فإن عملية الإنتقاء مستقلة تمامًا ولا تعتمد على الأخرى. لذلك، ليس هناك ارتباط محتمل بين لون عين حيوان مثلا ولونه الفراء حسب وجهة نظر مندل.
من الجدير بالذكر هنا أن تفاصيل أعمال مندل لم تحظَ بالتقدير الواسع إلا بعد عقود طويلة من وفاته. ومع ذلك، فقد ثبت أنها عميقة المعنى وتقدم رؤى حاسمة حول العمليات الأساسية للتطور البيولوجي والمعرفة الحديثة للحمض النووي الريبوزي (RNA) والدنا (DNA). وبالتالي، يمكن النظر إلى إسهامات غريغور مندل الرائدة باعتبارها نقطة انطلاق ضرورية لبحث واسع ومتواصل حول طبيعة الحياة نفسها وكيف تنشئ جيناتنا هويتنا الشخصية.