تُعرف ظاهرة شمس منتصف الليل القطبي بأنها ظاهرة فلكية فريدة تحدث في المناطق القطبية، حيث تشرق الشمس لمدّة أربع وعشرين ساعة متواصلة في اليوم. هذه الظاهرة مرتبطة بدورة الأرض السنوية حول الشمس، حيث يميل محور الأرض بزاوية مقدارها 23.5 درجة، مما يؤدي إلى ميل القطب في الجزء الثاني من الكرة الأرضية نحو الشمس خلال فصل الصيف، والعكس في فصل الشتاء.
في الحادي والعشرين من حزيران (يونيو)، لا تغرب الشمس نهائياً في الدائرة القطبية الشمالية، بينما لا تشرق أبداً فوق الأفق في الحادي والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) في الدائرة القطبية الجنوبية. كلما اتجهنا نحو الشمال فوق الدائرة القطبية، ستطول الليالي وتبقى فيها الشمس مشرقة في فصل الصيف، وتزداد الأيام التي لا تشهد شروقاً للشمس نهائياً في فصل الشتاء.
في القطبين، فترة النهار والليل تتساوى؛ إذ يدوم كل منهما مدة ستة شهور. هذا التباين في ساعات النهار والليل يؤثر على أنماط النوم لدى سكان هذه المناطق. في الحضارات القديمة، كان الناس ينامون في فصل الشتاء أكثر مما ينامون في فصل الصيف بمرتين، ولكن مع تطور وسائل الحياة، أصبح العديد من الناس ينامون عدد الساعات ذاته في فصلي الصيف والشتاء. ومع ذلك، فإن ساعات النهار الطويلة في فصل الصيف ما زالت تزيد سكان القطب الشمالي نشاطاً وحيوية.
للتكيف مع هذه الظاهرة، يقوم بعض الأشخاص بتغطية نوافذ غرفهم بحاجز يمنع دخول أشعة ونور الشمس في فصل الصيف، وذلك لتجنب التأثيرات النفسية والجسدية السلبية للنور والظلام الطويل. كما يساعد هذا التكيف على موازنة أوقات نومهم وتجنب الشعور بالكآبة والقلق والتوتر.
هذه الظاهرة الطبيعية المذهلة هي نتيجة مباشرة لدوران الأرض حول محورها وميلها أثناء دورانها حول الشمس، مما يوفر تجربة فريدة ومذهلة لسكان المناطق القطبية.
