إدريس الأزهر: المؤسس البارز لمدينة الفاس التاريخية بالمغرب

إدريس الأزهر، أحد أهم الشخصيات التاريخية في المغرب والعالم الإسلامي، يُعتبر مؤسس مدينة فاس التي تعد واحدة من أبرز المدن الإسلامية العريقة في شمال أفري

إدريس الأزهر، أحد أهم الشخصيات التاريخية في المغرب والعالم الإسلامي، يُعتبر مؤسس مدينة فاس التي تعد واحدة من أبرز المدن الإسلامية العريقة في شمال أفريقيا. ولد إدريس حوالي العام 776 ميلاديًا في المدينة المنورة بمكة المكرمة، وهو ينحدر من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر ابنه الحسن المثنى بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. بعد سنوات عديدة قضّاها في الدعوة إلى الدين الإسلامي وتعاليم أهل البيت عليهم السلام، قرر إدريس الهجرة إلى المغرب.

في عام 808 ميلادي تقريبًا، وصل إدريس إلى منطقة زيان الواقعة شرق المغرب الحالي. هنا بدأ يبني قاعدة قوية لدعوته ودولته الجديدة المستندة إلى مبادئ العدالة الاجتماعية والإسلام الصحيح. وبعد عدة سنوات من العمل الدؤوب والبناء المتواصل، أسس مدينة فاس كمركز سياسي وثقافي واجتماعي مهم. سميت هذه المدينة نسبةً إليه وأصبحت مركزاً علمياً وفقهياً بارزاً خلال القرون التالية.

تميزت فترة حكم إدريس الأزهر بالازدهار الثقافي والفكري الكبيرين. شهد عهدُه ازدهارا للمعرفة الشرعية والعلمانية، حيث تم إنشاء أول جامعة إسلامية خارج الجزيرة العربية، وهي الجامعة الزيتونية بفاس والتي كانت محور جذب للعلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، شجع إدريس الفنون والحرف اليدوية المحلية مما ساعد في تعزيز التجارة الداخلية والخارجية ورفع مستوى الاقتصاد المحلي.

وعلى الرغم من رحيله المبكر - توفي سنة 828 ميلادية - إلا أن تأثيره استمر طيلة تاريخ المغرب وما بعده. فقد ترك إدريس تراثا ثريا ليس فقط في مجال السياسة والدولة ولكن أيضا في مجالات التعليم والثقافة والتجارة وغيرها الكثير. إنه رمزٌ للعطاء والكرامة الإنسانية ويظل اسمَه مرتبطاً ارتباطا وثيقاً بتأسيس واحة العلم والمعرفة المعروفة الآن باسم فاس العتيقة ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو منذ عام 1981.


عاشق العلم

18896 Blog posts

Comments