يوم العلم: رمز الوفاء ومحو الأمية الوطنية

يُعد يوم العلم حدثاً وطنياً مهماً يعكس أهمية المعرفة والتضحية من أجل الوطن. يصادف هذا العيد اليوم الرابع والعشرين من يناير كل عام، وهو مخصص للاحتفاء ب

يُعد يوم العلم حدثاً وطنياً مهماً يعكس أهمية المعرفة والتضحية من أجل الوطن. يصادف هذا العيد اليوم الرابع والعشرين من يناير كل عام، وهو مخصص للاحتفاء بدور التعليم كركيزة أساسية لبناء المجتمعات المتقدمة. ففي ظل هذه المناسبة العزيزة، تتجسد القيم التي تبنتها دولة قطر منذ نشأتها، والتي تتمثل في الإلتزام بالثقافة والمعرفية والحفاظ عليها ونشرها بين الأجيال الجديدة.

تعود جذور الاحتفال بيوم العلم إلى تاريخ طويل وغني بالمعاني النبيلة. فقد كانت قطر دوما رائدة في مجال التحصيل العلمي والفكري، مما جعل منها قبلة للأدباء والشعراء وأصحاب الفكر النافع عبر القرون المختلفة. وقد استمر ذلك النهوض حتى وقتنا الحاضر عبر الجامعات والكليات الرائدة المنتشرة حول البلاد، بالإضافة إلى المشاريع الثقافية الضخمة مثل مكتبة قطر الوطنية ومتحف الفن الإسلامي الشهيرين عالمياً.

إن اختيار هذا التاريخ تحديداً ليكون يوماً للعلم ليس محض صدفة، بل جاء نتيجة لما حققه القطريون سابقاً وحاضراً من إنجازات علمية ملحوظة. فعلى سبيل المثال، شهدت فترة الثلاثينات والأربعينات تطويرا تعليميا غير مسبوق حين قام الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني بتأسيس مدرسة أمريكية داخل الدولة لتوفير فرص دراسية حديثة لشباب المنطقة آنذاك. كما ساهم إنشاء أول جامعة قطرية عام 1977 بإحداث نقلة نوعية نحو بناء مجتمع معرفي واقتصاد قائم على المعلومة والإبداع والإبتكار.

ولا يمكن تجاهل الدور المحوري الذي تقوم به مؤسسات متخصصة أخرى في ترسيخ ثقافة البحث العلمي بالمملكة؛ ومن ضمن تلك الجهات المؤسسة القطرية للبحث العلمي والمجلس الأعلى للتعليم ومعهد قطر لبحوث الحوسبة وغيرها الكثير ممن يعملون جنباً إلى جنب لتحقيق رؤية شاملة تستهدف ريادة الصفوف العالمية في مجالات علوم المستقبل وتطبيقاتها العملية المجسمة للمستقبل المنشود للبلاد.

وفي ختام حديثنا عنه، يبقى ذكر جانب آخر مهم جدا وهوالجانب الإنساني المؤثر لحملة "قطر تنمو"، وهي حملة وطنيّة هدفت لمحو الأمّيات لدى الأطفال الصغار الذين تعرضوا لصدمات نفسية جرَّاء ظروف معيشتهم القاسية خلال سنوات الحصار المفروض عليهم مؤقتا - رحمه الله - والذي تمركز معظمهم منه بمدرسة دار الرعاية الاجتماعية الواقعة بالعاصمة نفسها وتمكنت تلك البادرة الخيرة وبجهود ودعم مباشر من صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني من إعادة تأهيل هؤلاء واستعادة بعض قسط كبير منهم لنشاطهم المعتاد وسلوك درب التعلم مرة أخري رغم مرور عقبات عديدة أمام الطريق لهم .

ختاماً نجد بأن احتفالنا سنويًّا بهذا الحدث الوطني الكبير يأتي تجسيدا لإيمان عميق بوحدة الشعب القطري وإرتباطه الوثيق بتاريخه وتراثه الغني بالإنجازات الجسام، ليبقى شعاره دائما : "العلم هو نور الحياة".


عاشق العلم

18896 Blog mga post

Mga komento