الكربون، المعروف باسم "C"، هو عنصر كيميائي هام ضمن الفئة الرباعية الرباعية التكافؤ في الجدول الدوري. يتميز الكربون بأنه قادر على تشكيل روابط تساهمية فريدة مع ذراته الخاصة وكذلك مع غيرها من العناصر، مما يؤدي إلى تنوع كبير في المركبات التي يحتوي عليها. يُعد الكربون أساساً حيوياً في مجال الكيمياء العضوية نظرًا لدوره المحوري في بناء وتشكيل الجزيئات البيولوجية والعضوية.
يتمتع الكربون بخاصية فريدة وهي قدرته على تكوين هياكل مختلفة ومتنوعة نتيجة لترابط ذراته المتعدد الأوجه. هذه الخاصية تسمح بتكوين مختلف الأنماط الهيكلية بما فيها السلاسل الخطية والمجلدات والشبكات وغيرها. وهذا التركييب الحراري يسمح باختلاف واسع في خواص المواد التي تحتوي عليه، بدءاً من المرونة والصلابة لدى المصنوعات المعدنية وحتى شفافية الأحجار الكريمة كالماس.
فيما يتعلق بعدد ذرات الكربون نفسها داخل نواة الذرة الواحدة، فإن الرقم ثابت ولا يتغير ويتمثل بست بروتونات وسداسية النوكلييونات (النواة). يرجع موقعه في الصف الثاني والعمود الرابع عشر من الجدول الدوري إلى هذا العدد الثابت من البروتونات والإلكترونات. إن وضع الكربون الرائد بين نظائره في عموده يعكس دوره المهم كنقطة محورية في العديد من العمليات والتفاعلات الكيميائية المختلفة.
اسم "الكربون" مستمدٌ من الأصل اللاتيني Karbonum والذي يعني الفحم. وقد تم استخدام مصطلحات مشابهة في اللغات الأخرى أيضًا للإشارة إلى نفس المفهوم الرئيسي -أي أن الكربون كان معروفًا منذ زمن طويل لأجيال الإنسان الأولى الذين استخدموه كمصدر رئيسي للنار والحرارة. اكتشاف طبيعة أحجار الماس والفؤوس البرونزية المبكرة كانت مؤشرات مبكرة لفهم القدماء لعلم الكيمياء البدائي وصناعة الأدوات بواسطة تحلل وتحويل أشكال مختلفة من مادّة الكربون الطبيعية.
وبينما تطورت معرفتنا بالمواد المختلفة عبر التاريخ الإنساني، فإن فهم التركيب الداخلي للأملاح والمعادن أدى لإيجاز تركيبة بعض مواد الأرض تحت مظلة واحدة تسمى علم الكيمياء الحديثة. بالتالي أصبح بإمكان علماء القرن الثامن عشر إدراك ماهيتها الإجمالية عندما صنَّفَ المفكر الكبير آنذاك، أنطوان لافوازيه، أول جدول دوري للعناصر الرئيسية لسنة ١٧٨٩ ميلادية وذلك بعد سنوات قليلة فقط من تأكيده لحقيقة كون ماس الماس عبارة عن صور مكثفة للغاية لنفس المسامير السوداء ذات اللون الأسود الناعم والتي تدعى غرافيت اليوم!
ومن ثم جاء اكتشاف جدید حول آفاق جدیدة لهذه الخاصیات الخفية العام ١۹۸۵ حين فاز ثلاثة دانماركيين بجوائز نوبل تقديرا جهدهم البحثي حول توصيف مسامي کاربونی הکثر دقة وجدیدا ("البیتكاربون"). وتمثل تلك المقاطع الصغيرة جدًا القیاسیّ للسطح الخارجي للجسيمات المكعبة(nanotubes) نموذج جديد تمامًا للاستخدام الاقتصادي واستخدامه المستقبلي المنتظر جنباً الى جنبٍ مع المنتجات التقليدية المصنوعة منه وبقية جميع الاستخدمات المثيرة والجديدة نسبياً حاليًا !