وُلد وليام جيمس (William James) في الحادي عشر من شهر يناير لعام 1842 ميلادية بمدينة نيويورك بدايته كانت مليئة بالتحديات الصحية والنفسية، لكن شغفه بالحياة دفعته نحو مجالات البحث العلمي والفكري. يُعتبر جيمس أحد أهم الشخصيات المؤثرة في مجال علم النفس والفلسفة خلال القرن التاسع عشر.

تمكن جيمس، وهو الأخ الأكبر للأديب المعروف هنري جيمس، من ترسيخ مكانته باعتباره مهندس انفصال واضح بين الفلسفة وعلم النفس. رأى أن "علم النفس" هو دراسة مباشرة للحياة الداخلية للإنسان - تلك اللحظات الواعية وغير الواعية لعمليات التفكير والشعور. بينما ركزت الفلسفة على المستويات الأكثر تجريدًا للغوامض الروحية والميتافيزيقية.

على الرغم من تحديات طفولته المبكرة، تفوقت عبقرية جيمس وهواؤه الطبيعي تجاه البحث العلمي. التحق بجامعة هارڤرد الشهيرة حيث بدأ أول رحلة بحثية طويلة حول الجهاز العصبي والدماغ. ومع مرور الوقت، أصبح مهتماً بشدة بدراسة السلوك النفسي والإنساني، مما أدى به لاحقاً لتأسيس قسم لعلم النفس في نفس الجامعة عام 1875.

استمر تأثيره طوال حياته المهنية الغنية بالإنجازات الأدبية والشخصية العميقة. كتب العديد من الكتب الشهيرة مثل "مبادئ علم النفس"، والتي صدرت عام 1890 وأصبحت واحدة من الرؤى الرئيسية لفهمه للعقل البشري. قدم أيضًا مساهمات بارزة في حقول أخرى تتضمن البرجماتية والتدين والصوفية.

عين كثيرون السيد جيمس بأنه أبو علم النفس الأمريكي نظرًا لمساهماته الهائلة وطموحه المعرفي غير المسبوق آنذاك. حتى وفاته يوم ٢٦ أغسطس/آب ١۹۰۱ عن عمر يناهر ۸۶ عاما، ظل اسمه رمزًا للتقدم والابتكار داخل المجتمع الثقافي للفكر الغربي. إن إسهاماته الجليلة جعلت منه شخصية تستحق الاحترام والتأمل لما تركه خلفه لنا جميعًا اليوم.