تعد العاطفة أحد أهم المفاهيم التي تحدد تجربتنا الحياتية، فهي تعبر عن مشاعر وأحاسيس داخلية تلعب دوراً محورياً في توجيه أفكارنا وسلوكياتنا وردود أفعالنا تجاه مختلف مواقف الحياة. تُعرف العاطفة بأنها مجموعة معقدة ومتنوعة من التجارب الذاتية والفسيولوجية والنفسية التي تعكس استجاباتنا العميقة للأحداث الخارجية. إنها تمثل جوهر وجودنا البشري وشكل التواصل الأكثر أصالة بين البشر.

يمكن تقسيم العواطف إلى نوعين رئيسيين: العواطف الأساسية والعواطف المركبة. العواطف الأساسية هي تلك التي ينتج عنها إشارات جسمانية واضحة ونوبات مفاجئة من المشاعر القوية ولا تحتاج إلى تفكير عميق لإثارتها، ومن أمثلتها: السعادة والحزن والخوف والاشمئزاز والغضب والمفاجأة. بينما تأتي العواطف المركبة نتيجة لمجموعتين أو أكثر من العواطف الأساسية، مما يؤدي غالبًا إلى تكوين مشاعر أكثر تعقيدًا وانتماء شخصية لكل فرد.

إن قدرة الإنسان على إدارة وعيه وعواطفه أمر حاسم لتحقيق حياة صحية ومتوازنة. يساعد هذا القدرة على التكيّف والاستجابة بكفاءة أكبر للتحديات اليومية واتخاذ خيارات مستنيرة تساهم في بناء مجتمعات قائمة على التفاهم والدعم المتبادل. ويتطلب ضبط النفس وتحكم العواطف فهماً واضحاً لنقاط الضعف والقوة الشخصية بالإضافة إلى تطوير آليات فعالة للتعامل مع الضغط النفسي ومعالجة المحبطات الخارجية بطريقة صحية وبناءة وباستخدام وسائل متنوعة كالتحدث مع المقربين أو ممارسة الرياضة وغير ذلك الكثير.

ومن المهم أيضاً التنبه لأهمية إعادة صياغة الفِكر واستبداله بفکر ايجابِي لأنه يساعد كثيرا في تبديل النظم الداخلیة للعقل نحو رؤیة أكثر اشراقاً وانفتاحاً أمام الفرص والثراء الروحي والجسماني کذلك. لذا فان العلم لیست فقط دراستھ ولی ربط نتائجه بتطبيق عملی فی الحياة العملية للسعی الی عالم افضل وأكثر توافقا بین مختلف شرائحه اجتماعیا واقتصادیا وثقیفیا...