تعد جمهورية باكستان الإسلامية، ذات الموقع الاستراتيجي الواقع جنوب آسيا، موطنًا لمجموعة غنية ومتنوعة من اللغات المحلية بالإضافة إلى لغتين رسميتين أساسيتين.
الأردية، التي تستمد جذورها من العربية والفارسية والشاجاتاي، تعتبر اللغة الأم للأغلبية السكانية في باكستان بحوالي 7٪ حسب إحصائيات عام ٢٠١٩. ومع ذلك، فإن العديد من سكان المناطق المختلفة داخل الدولة يفضلون استخدام لغات محلية أخرى كوسيلة للاتصال اليومي. تشكل هذه الظاهرة تنويعاً ثقافياً ملحوظاً يعكس تاريخ البلاد المتشابك مع حضارات مختلفة عبر الزمن.
ومن أهم تلك اللغات الإقليمية البنجابية، المستخدمة بكثافة خاصة لدى قبائل المنطقة الشمالية الشرقية، وكذلك الباشتو المنتشرة بشدة ضمن شعب البشتون الذين يسكنون غرب البلاد وجنوب أفغانستان كذلك. وفي المقاطعات الجنوبية، سنادي هي أكثر تعبير شائع يستخدم بين المواطنين للسكان الأصليين لهذه الأرض القديمة. أما البلوشي فهو أقل انتشار لكن تأثيره واضح بسبب ارتباطه التاريخي بإمبراطوريات قديمة مثل الأخمينية والساسانية اللتين تركتا بصمة واضحة حتى الآن على المشهد الثقافي العام للدولة الحديثة.
إن عمق التأثيرات الخارجية المؤثرة على المعجم اللغوي لكلٍّ منها مثيرٌ للإعجاب حقاً; فقد خلطت كلًّا من الفارسية والعربية والتركية تكوينات جديدة وأدخلت مفردات مميزة جعلتها متفردة بامتياز. وقد مهد هذا أيضًا الطريق أمام استيعاب واستخدام الدارجات الجديدة مما فتح آفاق التواصل الواسعة خاصة خلال فترة الحكم البريطاني عندما تداخلت اللغات الإنجليزية والسندية بشكل كبير. وهذا بدوره يعزز فكرة أنه وعلى الرغم من وجود نظام سياسي رسمي يشجع عليه وجود هذين المصطلحین "الرسمی" إلا انه يوجد حاليًا اتجاه نحو إعادة الاعتبار للهويات المختلفة للحفاظ علي التراث المحلي وتعزيز الشعور بالانتماء للقومية الموحدة رغم تعدد الآراء والقوالب المعيارية الموجودة حالياً في المجتمع الباكستاني الحديث .
