اندلعت الحرب العالمية الثانية بسبب مجموعة معقدة من العوامل السياسية والتاريخية والأيديولوجية، والتي تشكلت بشكل رئيسي من قبل ثلاثة عناصر أساسية: صعود القومية المتطرفة وتوسع الإمبراطوريات، التعويضات الثقيلة المفروضة على ألمانيا عقب الحرب العالمية الأولى، والإحباط الاقتصادي والسياسي في العديد من الدول الأوروبية.
ومن أهم الأحداث المؤدية لهذه الحرب هي ظهور الحلف الثلاثي المعروف باسم "محور روما - برلين - طوكيو"، والذي ضم ألمانيا وإيطاليا واليابان. هذا التحالف اتخذ موقفاً عدائياً ضد النظام الدولي الجديد الذي تأسس بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. كما لعب الاتفاق الثلاثي الموقع بين اليابان وإيطاليا وألمانيا دوراً محورياً في توحيد الجبهتين الآسيوية والأوروبية تحت راية واحدة.
في المقابل، فرضت معاهدة فرساي سنة ١٩١٩ شروطاً قاسية للغاية على ألمانيا المهزومة آنذاك، بما فيها حدود حدودية جديدة غير معترف بها شعبياً، وخفض القوات المسلحة الألمانية بشدة، ودفع تعويضات باهظة للحلفاء. كانت لهذه الشروط تأثير عميق داخل المجتمع الألماني، حيث رأى الكثير من المواطنين أنها مهينة ومذلة وغير عادلة. ولعبت هذه الظروف دوراً أساسياً في الاضطراب السياسي الداخلي الألماني وبزوغ حركة نازي هتلر لاحقاً.
بالإضافة لذلك، جاءت سياسات توسيع الرقعة الأرضية والدبلوماسية العدوانية لطالبان موسوليني وأديوالدور هتلر لتضع الضغط على السلام الهش الذي كان قائماً منذ نهاية الحرب العالمية الأولى مباشرةً. شهد عام ١٩٣٣ دخول حزب النازي السلطة في ألمانيا وسط أجواء عالمية مضطربة، مما بدأ عملية إعادة التسليح المكثفة والاستراتيجيات العدوانية التي سرعان ما تصاعدت إلى حالة حرب شاملة.
كان لانتشار الأفكار العنصرية والفاشية والصعود المدوي لحركات مثل النرجستالية الألمانية والقومية الرومانية اليابانية تأثير مباشر أيضا على مستقبل القارة الأوروبية وآسيا. هذه السياسات أدت إلى خلق بيئة متوترة جعلت التصعيد نحو المواجهة العسكرية أمرًا محتملًا جدًا.
وقد تركت الحرب العالمية الثانية آثاراً مدمرة بشكل لا يمكن تصوره حول العالم؛ فقد خلفت ملايين القتلى والجرحى وفقدان الملايين من المنازل والممتلكات الثمينة. ومع ذلك، فإن أحداث تلك الحقبة أيضاً مهدت الطريق أمام تغييرات هائلة في بنية المجتمع الغربي إذ شهد العالم تقدم نسبي للأدوار النسائية وصعود قوة الولايات المتحدة والسوفييت كمؤثرين استراتيجيين رئسيين بالإضافة لتشكيل منظمة الأمم المتحدة كآلية دبلوماسي جديدة للتوسط بين الدول والحفاظ على السلم العالمي.