يتمتع المجتمع الريفي بمجموعة فريدة من الخصائص التي تعكس نمط حياة مختلف تماما عن نظيره الحضري. أولاً، يعتمد اقتصاد هذا النوع من المجتمع بشكل كبير على الزراعة والثروة الحيوانية وصيد الأسماك، مما يعزز ارتباط أفراده بالأرض والموارد الطبيعية. يقوم السكان غالباً بمعظم أعمالهم اليدوية بأنفسهم، بدءاً من زراعة المحاصيل وحتى تصنيع المنتجات الغذائية. وهذا الأمر ليس فقط مصدر رزق بل أيضًا شعور بالانتماء للأرض والحياة البسيطة المرتبطة بها.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز المجتمع الريفي بترابط اجتماعي قوي بين سكانه. فالناس هنا يعرفون بعضهم البعض جيداً ويشاركون في العديد من المناسبات الاجتماعية والعائلية، مثل الأفراح والأتراح والمناسبات الدينية. هذه الروابط القوية تشكل هيكلاً اجتماعياً متماسكًا يساهم في دعم المواطنين خلال الأوقات الصعبة.
وفي الجانب الثقافي، يحتفظ المجتمع الريفي بتراث ثقافي غني ومتنوع يحافظ عليه عبر الأجيال. تتجلى هذه التقاليد في الاحتفالات الموسمية والتقاليد الشعبية والفنون التقليدية وكل ما يتعلق بالحياة اليومية للسكان المحليين. كما أنها توفر فرصة للتعرف على تاريخ المنطقة وعاداتها وتقاليدها الفريدة.
من ناحية أخرى، قد يشهد المجتمع الريفي تحديات متعلقة بالمرافق الخدمية كالتعليم والصحة والنقل مقارنة بالتجمعات الحضرية الأكبر حجماً. ومع ذلك، فإن الجمال الطبيعي للمدن الصغيرة وجمهوريتها وشوق الناس للحفاظ عليها ورعايتها يخلق بيئة معيشية هادئة ومستدامة تلبي احتياجات السكان بطريقة مختلفة عن المدن الكبرى.
بشكل عام، رغم الاختلاف الواضح بين النمط الريفي والحضري، إلا أنه يمكن اعتبار كل جانب مكملًا للآخر بالنظر إلى دوره الخاص في بناء مجتمع شامل ومتكامل بكافة جوانبه المختلفة.