تاريخياً، عرفت القدس بعدد هائل من الأسماء التي تحمل بين طياتها معاني عميقة تتعلق بمكانتها الدينية والتاريخية. يعكس تعدد تلك الأسماء تنوع الحضارات والأمم التي مرت عليها عبر القرون الطوال. هنا بعض أهم هذه الأسماء ومعانيها:
- يروشاليّم (Yerushalayim): وهو الاسم الأكثر شهرة وانتشاراً لهذه المدينة المقدسة. يشير البعض إلى أنه مشتق من إله كنعاني يدعى "شاليم". ويُعد هذا الاسم واحدًا من أقدم الأسماء المعروفة للقدس. كُتب هذا الاسم أيضًا باللغة المصرية القديمة خلال الفترة الواقعة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر قبل الميلاد بشكل "روشاليوم". بالإضافة إلى تأكيده في رسائل تل العمارنة خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد تحت اسم "يوروسليم". ورد نفس الاسم تقريبًا - "أوروسليموا"- في النقوش الآشورية لاحقًا.
- يوبوس (Jebus): يُعتبر يوبوس واحداً من أشهر الأسماء الأخرى المرتبطة بتاريخ القدس القديم. تم اشتقاقه من قبيلة عرب قديمة تُدعى اليبوسيين استقروا فيها حوالي عام ٢٥٠٠ قبل الميلاد. قام هؤلاء ببناء تحصينات قوية تضمنت قلعة شامخة لأغراض الدفاع ضد الحملات الخارجية خاصة celles الفرعونية. تعتبر هذه الحصون الأولى واحدة من البقايا المبكرة للحياة البشرية داخل حدود العاصمة الفلسطينية حاليًا.
- إيليّا (Aelia Caesarea Palestinensis): رغم أنها ليست أول تسمية عرفتها المدينة إلا إنها حازت على مكان مميز بسبب ارتباطها برجل قوي هو الإمبراطور الرومي هيدرينيس الثاني (Hadrianus II). فقد قرر تغيير اسم المدينة التقليدية لإيليا تكريمًا له ولابنته إيليا ماريا سالفيتشا (Aelius Maria Salvia Julia). ظل هذا الاسم مستخدما حتى فترة حكم المسلمين بدءا باستشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وقع مع أهل البلاد البيعة الشهيرة والمعروفة بالعهدة العمرية والتي كانت مقدمة لغزو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف للأرض المباركة وانتصار المسلمين على جيوش البيزنطيين هناك مما أدى فعلياً لنزوح المسيحية عنها واستبداله بتلك الثقافة الإسلامية الجديدة آنذاك.
ومن الجدير ذكره أنه حسب المدقق والمؤرخ الإسلامي ابن حجر العسقلاني فإن قائمة مصطلحات وصفات أسماء مدينة القدس تقدّر بحوالي العشرين اسم مختلف تشمل أمثلة أخرى مثل دمشق الصغيرة ومدينة الأنهار وغيرهما الكثير والذي يستوجب توثيق مراجع متخصصة لفهمه بشكل اكبر اكثر شمولا ولكنه تجدر بنا الإشارة فقط الى جانب منها كونها جزء أساسي وهام فيما تبقى لنا كتراث معرفي عربي قديم موروث وثمين حقًّا!