البنك المركزي يعد العمود الفقري للنظام المالي الائتماني في أي دولة. فهو مؤسسة حكومية مهمة مكلفة بتوجيه السياسات النقدية وضمان الاستقرار الاقتصادي. تتضمن مهامه الأساسية إصدار واستدامة عملة البلد المحلية، تحكم عرض النقود للسوق، والإشراف العام على النظام المصرفي التجاري.
منذ زمن طويل، كانت البنوك المركزية تطورت كوسيلة للحكومة للحفاظ على استقرار اقتصاداتها الوطنية وتحقيق هدفها النهائي وهو تنمية ونمو البلاد. يمتلك كل بلد تقريبًا اليوم بنكاً مركزياً خاصاً به، وهناك حوالي ١٧٢ بنكاً مستقلاً يعمل بهذا الدور عالميًا. تشمل أمثلة هذه المؤسسات الشهيرة "بنك فرنسا"، و"البنك الاتحادي الألماني"، وكذلك نظام "الاحتياطي الفيدرالي" الذي يُعرف أيضاً باسم فريدرلزبيرجه.
دور البنك المركزي حاسمٌ فيما يتعلق بالإشراف والتدخل خلال الفترات الصعبة من تاريخ الاقتصاد العالمي. عند مواجهة التقلبات الشديدة للأوضاع المالية العالمية مثل الأزمة المالية، يمكن لهذه المنظمات تقديم قروض واستثمارات ضرورية لتوفير الراحة المؤقتة حتى تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي مرة أخرى. كما تلعب دوراً محورياً في تحديد أسعار الصرف بين مختلف العملات المختلفة داخل السوق الدولية.
على مر التاريخ الحديث، شهدنا العديد من اللحظات الرئيسية في ظهور البنوك المركزية الحديثة منذ الثورة النقدية الأولى فى السويد حين أنشئ وبنك ستokholm سنة 1668 لإدارة شؤونه المالية الداخلية والخارجية. وبعده تأتي انجلترا بانشاء بنك انجلترا العريق عام 1694 ، ثم جاء نابتليان الثالث ليشهد خلق "بنك فرنسـا". ولكن ربما أكثر الهيكليات شهرة كان القيام بميثاق مجلس الاحتياط الامريكى Federal Reserve Act والذي شكل أساس ما نعرفه اليوم باسم FRB (Federal Reserve Bank). وقد حدث هذا الحدث الجليل في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1913 . بالإضافة لكل تلك المشاهد المهمة الأخرى عبر الزمن والتي أثرت كثيرا بكفاءة الأداء الاقتصادي للعالم اجمع بما فيها بداية 'بانك كندا' المعاصر الذي بدأ عمله فعليا سنة ١٩٣٥ فقط! ولم يكن الأمر محدودا هنا بل امتدا ليصل نهضة الاتحاد الاوروبي تحت مظلة مصرف يوراء المتحد EU Central Bank -ECB-.حيث نجحت جهوده الموحدة لدمج عدة قطاعات نقدية اوربية مختلفة ومتنوعة مع نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي.
