تتميز العمارة الإسلامية بتنوعها الغني وتأثيراتها الفريدة التي تعكس التراث الثقافي والديني للمسلمين. تعود جذور هذه العمارة إلى العصور القديمة، حيث نجد أمثلة بارزة مثل مسجد قبة الصخرة في مدينة القدس، الذي أمر ببنائه عبد الملك بن مروان في العام 72 هـ، والذي يعتبر أحد أقدم الأمثلة على العمارة الإسلامية. كما يبرز المسجد الأموي في دمشق، الذي بناه الوليد بن عبد الملك، كأحد أعظم المساجد في العصر الأموي.
تتميز العمارة الإسلامية باستخدام القباب، والتي كانت شائعة في المبانى قبل ظهور الإسلام وبعده. وقد انتشرت القباب في العمارة البيزنطية ثم انتقلت إلى العمارة الإسلامية في تركيا والعراق ومصر والشام. تشمل أمثلة القباب البارزة قبة الصخرة في المسجد الأقصى، والتي بارك الله حوله، وقبة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
بالإضافة إلى القباب، تتميز العمارة الإسلامية بالزخارف الهندسية والزهرية، والتي غالبًا ما تظهر في الزخرفة الداخلية والخارجية للمساجد. كما تتميز هذه العمارة باستخدام الرخام والفسيفساء، كما نرى في المسجد الأموي في دمشق، حيث غطيت أرضيته وجدرانه بالرخام والفسيفساء المذهبة.
في العصور اللاحقة، تأثرت العمارة الإسلامية بتقاليد المغول، مما أدى إلى ظهور معالم مثل تاج محل في الهند، الذي يجمع بين عناصر العمارة الهندوسية والإسلامية. وفي العهد العثماني، نجد أمثلة بارزة مثل مسجد السليمية في إسطنبول، الذي يتميز بمآذنه الرقيقة المحيطة بالقبة المركزية الكبيرة.
بشكل عام، تتميز العمارة الإسلامية بجمالها الفريد وعمقها التاريخي، حيث تعكس التراث الثقافي والديني للمسلمين عبر العصور.