يتمحور مفهوم التنمر حول سلسلة متواصلة ومتعمدة من الأفعال العدوانية التي يقوم بها شخص ما ضد آخر بهدف الإيذاء النفسي أو الجسدي، غالباً ما تكون هذه الأعمال مخفية خلف هالة القوة والاستبداد. يمكن أن يحدث التنمر بشكل مباشر عبر اللكمات والكلام المسيء، أو غير مباشرة مثل الانتشار الغير صحيح للمعلومات والتشهير.
في البيئة الاجتماعية والدراسية تحديداً، يعتبر التنمر واحداً من أكثر المشاكل شيوعاً وخطورةً بسبب تأثيرها السلبي الطويل المدى على الصحة النفسية والعقلية للضحية. الضحايا قد يشعرون بالعزل والاكتئاب وقد يواجهون صعوبات في الثقة بالآخرين وفي بناء علاقات صحية مستقبلاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن التنمر ليس فقط مشكلة للأفراد الذين هم تحت الهجوم؛ بل يؤثر أيضاً على المجتمع ككل بتقويض الروابط الاجتماعية وبناء ثقافة الخوف والقمع عوضاً عن الاحترام والتسامح.
من المهم جداً تعزيز بيئات آمنة وداعمة لجميع الأفراد، سواء كانوا ضحايا محتملين للتسلُّط أو أي نوع آخر من التنمر. هذا يشمل تشجيع الحوار المفتوح بين الأقران والمعلمين والأهل بشأن كيفية التعرف على التنمر وكيفية التصدي له. كما ينبغي تقديم الدعم اللازم للضحايا وتعليم مرتكبي أعمال التسلُّط المهارات الاجتماعية المناسبة والاحترام للقيم الأخلاقية والسلوك الإنساني الرشيد.
وفي نهاية المطاف، يعد القضاء على التنمر مسؤولية مشتركة تتطلب جهود جميع أفراد المجتمع لتحقيق عالم أكثر سلاماً ومعرفة وحناناً تجاه كل فرد فيه.