تولّى الخليفة الأموي الأوّل، معاوية بن أبي سفيان، الحكم بعد فترة انتقاليّة شهدت العديد من التحديات السياسية والدينية. كان لمعاويه دور بارز خلال عهد الجاهلية والإسلام المبكر، حيث عرف بشخصيته القوية وأسلوبه الدبلوماسي الفريد.
بعد وفاة عمر بن الخطاب عام 644 ميلادي، تولى عثمان بن عفان السلطة. رغم قيادة عثمان الحكيمة نسبيًا، إلا أنه واجه انتقادات بسبب بعض قراراته المحسوبة بأنها منحازة لأسرته. هذه الانتقادات أدت إلى ثورة كبيرة انتهت بمقتل عثمان سنة 655 ميلادياً.
اتسمت الفترة التالية بفوضى سياسية، مما خلق فراغاً في السلطة. لكن معاوية، حاكم الشام آنذاك، استغل الفرصة وبدأ حملته نحو العاصمة الكوفا لاستعادة النظام والنظام السياسي الإسلامي. حصل الصراع بين معاويه والأمير علي بن أبي طالب على النفوذ السياسي وتسبب فيما يُعرف اليوم باسم "الحرب الصفري".
على الرغم من النكسات العسكرية اللاحقة التي تعرض لها معاوية، فقد نجح في تحويل مجرى الصراع لصالحه عبر عدة عوامل رئيسية منها؛ استخدام الطرق الاستراتيجية المدروسة جيدًا والمناورات الدبلوماسية والحفاظ على دعم القبائل العربية المهمة. كما لعب شعاره الشهير "لا إله إلا الله"، وهو ما يعبر عنه بالتوحيد، دوراً محورياً في تعزيز قبوله كزعيم شرعي لدى الكثيرين.
وفي النهاية، تمكن معاوية من تحقيق هدفه بتأسيس الخلافة الأموية واستمرارية الدولة الإسلامية تحت رايتها الجديدة. ترك حكمه بصمة واضحة تتمثل في إنشاء الإدارات المركزية وتعزيز قوة الجيش العربي بالإضافة لتوسيع حدود المملكة العربية السعودية خارج الجزيرة العربية مباشرةً. وبالتالي فإن فترة ولايته كانت حاسمة ومفصلة بالنسبة لدولة الخلافة الإسلامية.