الأمن القومي هو مفهوم يشير إلى قدرة الدولة على حماية مواردها وحفظ وحدتها واستقرارها داخلياً وخارجياً، وضمان القدرة على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية والحفاظ على تماسك مجتمعها. يعود هذا المفهوم جذوره إلى القرن السابع عشر عقب معاهدة وستفاليا 1648م، ولكن اكتسب أهمية خاصة بعد الحرب العالمية الثانية وعصر الحرب الباردة عندما بدأت العديد من النظريات حول الأمن تأخذ شكلها النهائي.

يمكن وصف الأمن القومي بأنه مجموعة المعايير والاستراتيجيات اللازمة لتلبية الاحتياجات الحساسة للحفاظ على قوة ودور الدولة. ويتضمن ذلك جوانب عدة مثل:

الخصائص والأركان الرئيسية للأمن القومي:

1. طبيعة نسبية ومتغيرة: يعتمد مفهوم الأمن القومي على مجموعة معقدة من المتغيرات السياسية والاقتصادية والجغرافية وغيرها، وهو ليس ثابتاً بل عرضة للتغيير المستمر وفق الظروف المتغيرة عالميًا وإقليميًا.
2. جوانبه الاستراتيجية: يعد الأمن القومي جزءاً لا يتجزأ من السياسات الوطنية الطويلة المدى ويقدم منهجاً تحليليا لفهم مستقبل البلاد من منظار علمي شامل.
3. الثبات والمبادئ الأساسية: تشمل الثوابت الجغرافية المرتبطة بالموقع الجغرافي للبلاد، والإرث التاريخي للإنجازات الإنسانية، والثروات الثقافية الغنية بالنظم الدينية واللغات والأعراق المحلية.
4. التنوع في التعبيرات: يتمثل الأمن القومي عبر عدة طبقات منها السياسة والاقتصاد والشؤون الاجتماعية والعسكرية والثقافية، كل واحدة تلعب دور حيوي في ضمان السلامة العامة للدولة.

ومن ثم يمكن تقسيم تلك الطبقات إلى:

* الجانب السياسي: يدعم الوحدة الوطنية ويعزز النظام العام داخل حدود الدولة بينما يعمل أيضًا على تطوير العلاقات الدولية لإدارة المنافسات واحترام الحقوق المشتركة والمصالح بين الأمم المختلفة.

* الجوانب الاقتصادية: تستهدف بناء اقتصاد قوي قادر على دعم المواطن وتمكين ازدهاره وتعزيز مستوى المعيشة ضمن نطاق العمل القانوني الأخلاقي.

* القضايا الاجتماعية: تركيزٌ أساسٌ على تعزيز الروابط المجتمعية ونشر شعورٍ عميقٍ بالانتماء الوطني مبنيًّا على قاعدة اجتماعية قائمة علي المساواة والكرامة وبناء هيكليات اجتماعية تكافلية تعمل علی تحقيق العدالة الاجتماعیة وتصفیه الاختلافات الطبقية.

* دور المؤسسات العسكرية: بناء قوات نظامية قوية تساعد في ردع أي تدخل محتمل يحاول زعزعة استقرار المنطقة أو الاعتداء عليها مباشرة وفِي الوقت ذاته الحفاظ علي سمعتها الرادعمة الراسخة أمام جيوش العالم المتحالفین الآخرین خارج الوطن العربي الإسلامي .

وأخيراً وليس آخراً يأتي الجانب الثقافي؛ إذ يجب على الحكومات مراعاة خصوصيات الشعوب وأنماط حياتهما عند وضع خططه واستراتيجيات عمل طويلة الأجل كتلك التي تصمم لبناء وطن فريد له شخصيته الخاصة ذات طابع مميز راسخ في ذاكرة البشرية منذ القدم ، وهذه إحدى الأدوات الأكثر فعالية لحماية الهوية الوطنية وصيانة حرية الرأي والفكر لدى السكان الأصليين لهذه الأرض المباركة أرض الإسلام والعروبة العربية الشامخة شامخة شامخة فوق جبل العرب الجامع للعالم كله تحت سقف واحد اسمه الاسلام .