الحقيقة المثيرة للاهتمام حول أكبر هيكل عظمي معروف لدى البشر تكمن في الخصائص الفريدة التي ثبتها الدين الإسلامي والتاريخ البشري. وفقاً للسنة النبوية المطهرة من خلال رواية أبي هريرة رضي الله عنه، خلق الله تعالى آدم عليه السلام بطول 60 ذراعاً، مما يشير إلى أبعاد مذهلة لهذه الشخصية المركزية في العقيدة الإسلامية. ومع ذلك، وباستخدام قياسات العالم الحقيقي، تبقى الحقائق المدونة أكثر دقة رغم أنها أقل "إبهاراً".
بالعودة إلى الحقائق القابلة للتثبت علمياً، نجد أن أطول هيكل عظمي كامل مسجل في تاريخ الإنسانية يرجع لفترة القرن الثالث بعد الميلاد وتم اكتشافه في روما القديمة. حقق هذا الهيكل العظيم طولاً يصل إلى حوالي 202 سم فقط - وهو ارتفاع يفوق المتوسط آنذاك لكنّه يبقى جزء صغير جداً بمقياس ستين ذراع ذكر في الرواية الدينية.
على الرغم من عدم وجود دليل مباشر على بشر ذات أحجام هائلة تعيش اليوم ضمن المجتمعات المعاصرة، فقد ترك لنا السجل الطبي حالات فريدة تستحق التنويه. حالة الدكتور روبرت وادللو مثلا تعتبر واحدة منها؛ حيث وصل طوله لنحو 2.72 متراً قبل موته المفاجئ عندما بلغ الثانية والعشرين عاماً نتيجة مضاعفات صحية مرتبطة بتضخم غير طبيعي للغدد الصماء المسؤولة عن تنظيم نمو الانسان. تُعد هذه الظاهرة غريبة ومذهلة ولكن ليس بنفس القدر كما تصوره تفاصيل خلق أول أب للأجناس البشرية حسب التعاليم الاسلامية. بالتالي، بينما نعترف بكبرياء تلك المقاييس الضخمة المرئية داخل صفحات التاريخ والحياة الواقعية، تبقى قصة خلق النبي آدم رمزاً للقوة والقيمة الروحية والدلالات الأخروية المبهرة للعقل البشري الهائم في بحر أسرار الخالق عز وجل.