اتفاقية إيفيان، التي تم توقيعها في 18 مارس عام 1962، تعتبر واحدة من الأحداث التاريخية الأكثر أهمية في القرن العشرين. هذه الاتفاقية بين فرنسا وجبهة التحرير الوطني الجزائرية وضعت نهاية رسمية للحرب الجزائرية المستمرة منذ سبع سنوات والتي عرفت باسم الثورة الجزائرية.
تم التفاوض على بنود الاتفاق في مدينة إيفيان الفرنسية، ومن هنا جاء اسم "اتفاقية إيفيان". تضمنت الشروط الرئيسية للاتفاق حق الجزائريين في تقرير المصير واستقلال الجزائر عن الحكم الاستعماري الفرنسي. كما تضمن الاتفاق ترتيبات لوقف إطلاق النار الفوري وتسليم السلطة تدريجياً إلى الحكومة المؤقتة الجزائرية.
إحدى النقاط الرئيسية الأخرى كانت فترة انتقالية مدتها ستة أشهر قبل إجراء استفتاء حول مستقبل البلاد. خلال هذا الوقت، حافظت القوات الفرنسية والمقاتلون الجزائريون على هدنة بينما بدأت عملية نقل السيادة بشكل هادئ. وفي النهاية، صوت الشعب الجزائري بالإجماع لصالح الاستقلال خلال الاستفتاء الذي أجري في أول يوليو/تمّوز 1962.
لقد كان اتفاق إيفيان نقطة تحول درامية ليس فقط بالنسبة للشعب الجزائري ولكن أيضا للعلاقات الدولية آنذاك. وقد شكل نموذجا لتسوية الصراعات الدموية بطريقة سلمية وديمقراطية. رغم أنها لم تكن بدون جدل داخل كلا البلدين، إلا أنه يمكن اعتبارها خطوة أساسية تجاه تحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة المضطربة.