تُعدُّ الشمس مركز النظام الشمسي، وهي المصدر الرئيسي للضوء والحرارة والحياة على كوكبنا الأزرق الجميل. تعتبر شمسنا العملاق الأحمر النجمي من النوع G2، وهو ما يُعرف باسم نجم الصفراء المعتدل أو النجم المتوسط الحجم، ويبعُد عنها حوالي 150 مليون كيلومتر. إن دورها الحيوي يكمن في تأمين الظروف المناسبة لدعم الحياة كما نعرفها، سواءً كانت للنباتات التي تتغذى عليها الثدييات والبشر أم لجميع أشكال الحياة الأخرى المعقدة المنتشرة عبر السطح البري والمحيطات العميقة وحتى الهواء الرقيق للأجرام الفلكية القريبة منها.
الدور الفريد للشمس باعتبارها محرك الحياة:
إن انتقال الطاقة الضوئية الصادرة من الشمس إلى سطح الأرض يمثل نقطة انطلاق هامة نحو خلق بيئة خصبة قادرة على دعم تنوع واسع من الأنواع البيولوجية المختلفة. هذه العملية تُطلق عليها اسم "التمثيل الضوئي"، وتكون أساساً لاستمرار سلسلة غذائية مطولة تضمن استمرارية الغذاء والنظام الإيكولوجي برمته. بدون وجود الشمس لن تتمكن النباتات الخضراء -التي تعد عماد الشبكة الغذائية- من صنع طعامها بنفسها، مما يؤثر بشكل مباشر وبشكل سلبي للغاية على توافر أغذية ومواد عضوية تساهم في تدفق الطاقة خلال مسارات شبكية الطعام الطويلة والمعقدة داخل كل نظام إيكولوجي.
وبالتالي، فإن امتصاص الأشعة فوق البنفسجية بواسطة غلاف الأرض الجوي يعد حاسماً لحماية حياة الإنسان وغيره من الحيوانات البحرية والبحرية والثدييات البرمائية والزاحفة والسحلية وكذلك الفقاريات المجهرية الصغيرة والكبيرة الحجم؛ إذ توفر تلك الطبقات الواقية حداً أدنى ضروري لأمان مخلوقات كثيرة بدأت تطوير تقنيات مقاومة عالية لمواجهة الآثار الجانبية للتعرُّض المستمر لتلك الأشعة الخطيرة قبل ظهور طبقة الاوزون المحصنة حالياً. ومن هنا تعلمنا دروسا قيمة حول شدة اعتماد جميع صور الحياة الموجودة على الأرض على ظاهرة واحدة هي وجود ضوء النهار المبثوث باستمرار ولادة مستمرة منذ ملايين السنين بلا انقطاعٍ ولو لبضع ثوان معدودة! فهل تعلم أنه لو تغيب نور يوم واحد فقط عانينا من موجة حر شديدة؟ بل ونحن مهددين بخطر احتراق المحيطات الشاسعة نتيجة ارتفاع درجات حرارتها بمقادير ملحوظة بسبب عدم تواجد مصادر لطرد الزيادة الحرارية المؤقتة المنبعثة أثناء حالات الانقلاب الحراري المفاجئ عندما تختفي دفعات كبيرة من الأشعة الكهرومغناطيسية بسبب مرور جسم سماوي أمام وجه قرص الشمس تماماً تاركا عالمنا تحت تأثير مرحلة مؤقتة من الليل الخارجة عن نطاق توقيتاتها الطبيعية لمدة معينة تحدده المسافة بين الموقعين المختلفين نسبيا ومعاملاته الفيزيائية للجرم القريب مقابل التأثير المقابل له عند عبوره مباشرة أمام مجاله المغناطيسي الخاص بكوكبه الأم محولا اتجاه معظم حدبه باتجاه أعلى مدى قدرتي عليه لفترة وجيزة جدا ثم يعود بعد ذلك ليستأنفا نشاطهما المشترك وفق خططهما الموضوعة سابقا والتي ربما تم الاعتداء عليها قليلا لكن ليس بالقدر الكافي لوقف عمل وظائف هذا الجهاز المطلق للعطاء دوما بكل رحابة صدر لأنه يعرف تمام العلم بأنه سيستعيد مكانته الأولى فور الانتهاء مما كان يحدث خلف ظهره مباشرة دون حاجته لأن يقوم بتوجيه نفسه ذاتيا نظرا لإتقانه وتعلمه للدوران بصورة منتظمة بطريقة تؤكد لنا مرة أخرى عظمت صنعه الربانية وإداراته الدقيقة لكل جزء منه حتى وإن مر المرور بسيطة كالظلال الناجمة لدى اقترانات بعض نجومه الصديقة حين تشغل نفسها بفكرة اختلاس النظر نحوه خلسة متخفية بغطاء سميك يحجب رؤيته تماما إلا لمن هم محل ثقتهم الخاصة بهم هؤلاء الذين اختاروهم ليعبروا عنه ويعكسوا تجليات صفاته وصفاته وصفاته... وهكذا تستمر الحقائق المقدسة أكثر وأكثر تقدسا وأكثر حضورا بإرادتنا وطاعتنا لها فيما نراه وفي غير ذلك أيضا مما تخفى علينا جوانبه الآن وما قد تكشف مستقبلاً ! فلنشكر الله عز وجل شكرا جميلا لما منحنا إيّاها نعمًا لا تحصى ولا تعد ولايمكن حصر محاسنها مهما بلغ الأمر مداه فالفضل فيما حصل والفائدة فيه مما رأيتموه جل وعظم وشرح صدوركم لذلك والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على سيد البشر وخير البرية محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.