كيف ينتج الإنسان الموجات الكهرومغناطيسية؟ دورة نشأة هذه الظاهرة الرائعة

تنتمي الموجات الكهرومغناطيسية إلى فئة الإشعاعات وهي تأتي بعدد هائل من الأنماط المختلفة بناءً على أطوالها الموجية وطاقاتها المتنوعة. هذا النوع الخاص من

تنتمي الموجات الكهرومغناطيسية إلى فئة الإشعاعات وهي تأتي بعدد هائل من الأنماط المختلفة بناءً على أطوالها الموجية وطاقاتها المتنوعة. هذا النوع الخاص من الطاقة يتم إنتاجه نتيجة لحركة الإلكترون داخل مجال كهربائي قوي وخلال عملية التسريع الناجمة عن تدفق التيار الكهربائي. ونظرًا لتفاعله الدائم والحركي المستمر بين الحقول الكهربائية والمغناطيسية، فإن هذه الموجات تولد دائماً مجالات مغناطيسية متحركة تعمل بالتزامن مع الشحنات الموجبة والسالبة للإلكترونات مما يؤدي إلى ظهور سلوك ذبذبي مزدوج المحاور. تتميز خصائص هذه الموجات بأن لها القدرة الفريدة على الانتشار حتى عبر الفراغ بدلاً من الاعتماد على وسط مادّي محدد؛ فهي تعد وسيلة نقل فعالة للطاقة ولا تحتوي على كتلة مرتبطة مباشرة بتكوينها الفيزيائي.

منحوتة الطبيعة لهذه الانبعاثات تشكل ما يعرف بطيف الكهرومغناطيسية الواسع الذي يمكن تصنيفه إلى عدة شرائح رئيسية وفقاً لطول كل منها ومستويات الطاقة المرتبطة بنطاقاته الخاصة. تبدأ رحلتنا ضمن عالم الضوء بموجات الراديو ذوات الأطوال الكبير نسبياً والتي تقع ضمن المدى الواسع الافتراضي بين 30 سم وحتى نصف كيلومتر. يلي ذلك مرحلة الموجات القصيرة نسبيًا والمعروفة بالميكروويف المستخدم بكثافة لإعداد الطعام واتصالات الرصد الجوي واللاسلكيات عالية السرعة أيضاً. ثم تأخذ الأمواج درجة ثانية من القصر عندما يدخل الطيف إلى منطقة "الإشعاع تحت الأحمر"؛ وهي حمل مشعر للحرارة ليس بوسع العين البشرية إدراك وجودها ولكن جلده يلمس دفئها كاللمسة الساخنة لسطح الشمس الغامضة. ومع انتقال الامواج نحو الجزيئات الصغيرة تظهر لنا صورة العالم كما ترونه نحن آحاد النانو مكبرة ألف مرة أمام ناظريكـُمْ. هنا يأتي دور الضوء الساطع مرتكزاً على فوتونيه الزاهيين بالألوان بأطيافه السبعة المعروفة جيداً لدى الجميع منذ طفولتهم الأولى. وبعد تجاوز خط النهاية الأخضر المخضر باتجاه القلب الأكثر احمرارًا لعظمة الحياة تقوم أمواج أخرى مجهولة الدخول بإطلاق حمولتها الثقيلة مثل أشعة Xrays تلك المكلفة بوظيفة رسم الخرائط الداخلية للجسد الإنساني وفي الوقت نفسه تحمل رسائل التحذير بشأن مخاطر التعرض لفترة طويلة لأثرٍ ضار قد يصيب الجلد والعظام بالعطب إن تفوقت جرعاته على الحد الآمن المفروض كقاعدة سديدة للعاملين بهذا القطاع الخطير من مجالات الطب الحديثة. ولعل آخر وأشد أنواع هذه الموجات قوة وصلابة هو إشعاع جاما Gamma Rays, وهو الأمر الذي يستحق التفكير مليّا حول جدوى تطبيق هذا النوع شديد القوة والإجرام وقدرات تخريب البيولوجية والتدمير الهائل لكل ماهو حي حيّ بالقرب منه بسبب تعرضه للتلف والجروح المؤلمة وغير القابلة للاستشفاء إلا بعد مرور مدد زمنية كبيرة جدا بحساب أيام الأرض المعتاد عليها.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات