بدأ تاريخ علماء الفلك الحقيقي مع البطليموس، وهو عالم رياضيات وفلك يوناني عاش في القرن الثاني الميلادي. وقد وضع أسسه لنظرية مركزية الأرض، والتي كانت لفترة طويلة مرجعا رئيسياً في فهم حركة الأجرام السماوية. ولكن رغم أهميته التاريخية، فإن هذا النظام لم يكن دقيقاً تماماً بسبب عدم إدراك دور الشمس كنقطة محورية في نظامنا الشمسي.
في أوروبا خلال النهضة العلمية، شهد القرن السادس عشر طفرة كبيرة في مجال العلوم الطبيعية بشكل عام وعلم الفلك تحديدًا. هنا يأتي الدور الأكثر شهرة والعالم المحوري الآخر في هذه القصة - غاليليو غاليلي. حيث يعد غاليليو ثورة في علم الفلك باستخدام التلسكوبات المبكرة لإجراء ملاحظات دقيقة للسماء. فقد رصد تفاصيل غير معروفة سابقاً للقمر والأجرام الأخرى، مما أكد بعض الأفكار الجديدة عن هندسة الكون.
هذه الاكتشافات وغيرها شجعت المزيد من الاستكشاف والدراسات العميقة لكائن الفضاء واسعه. بحلول القرن الثامن عشر، قدم إسحاق نيوتن نظرية جاذبية عالمية وضعت الأساس للفهم الحديث لقوانين الحركة والمكان. وفي نهاية المطاف، ساهم الجمع بين المراقبة الحديثة والمعادلات الرياضية المتقدمة إلى بناء نظرية نسبية ألبرت أينشتاين التي تغير مستقبل علوم الفضاء بشكل كبير.
بينما نحن اليوم قادرون على استخدام تقنيات عالية التقنية لاستكشاف أبعد مناطق الكون واستكشاف أصغر أقاصيصه، فإن الرحلة تبدأ دائماً برسالة بسيطة: الرغبة في المعرفة والإيمان بأن هناك أكثر مما نستطيع رؤيته مباشرة.
