تُعدّ جامعة القرويين في مدينة فاس بالمغرب أول جامعة في العالم، حيث تأسست عام 859 ميلاديًا على يد فاطمة الفهرية، ابنة تاجر ثري يُدعى محمد بن عبد الله الفهري. بدأت الجامعة كمسجد صغير، ولكنها تطورت بمرور الوقت لتتحول إلى واحدة من أعظم المعالم التاريخية في المغرب، ومركز علمي بارز في العالم الإسلامي.
تبلغ مساحة الجامعة حاليًا حوالي 5,845 مترًا مربعًا، بعد توسعات متعددة عبر العصور المختلفة. في بدايتها، كانت مساحتها 250 مترًا مربعًا فقط، بتصميم مربع الشكل يشبه المساجد في ذلك الوقت.
كان الهدف الأول من بناء الجامعة هو أن تكون مكانًا للعبادة، ولكن بفضل عناية الدول المتعاقبة على حكم المغرب، أصبحت جامعة كبيرة ومعهدًا علميًا يدرس العلوم المختلفة، بما في ذلك الطب والفلسفة وعلوم الطبيعة. جذبت الجامعة طلبة من جميع أنحاء العالم العربي والمغربي، الذين تلقوا العلم على يد علماء بارزين مثل ابن خلدون وابن الخطيب وابن حرازم وابن باجة.
فاطمة الفهرية، مؤسسة الجامعة، أرادت أن تجعل من ثروتها التي تركها لها والدها خيراً ينفع الناس. اشترت أرضًا بيضاء قرب منزلها وشرعت في بناء المسجد، ملتزمة بألا تأخذ التراب وما يلزم من مواد للبناء إلا من الأرض نفسها، تحرياً منها في اتقاء الشبهات. تم الانتهاء من البناء عام 876 ميلاديًا، وتوفيت رحمها الله بين عامي 878 و880 ميلاديًا.
جامعة القرويين ليست مجرد مؤسسة تعليمية تاريخية، بل هي رمز للتراث الثقافي الغني للمغرب والعالم الإسلامي.
