الرئيس أحمد بن بلة: رائد الثورة وجندي الحرية في تاريخ الجزائر الحديث

تولى الرئيس أحمد بن بلة زمام الأمور كأول مسؤول منتخب ديمقراطياً في الجزائر المستقلة، مما يجعله شخصية بارزة في التاريخ الوطني الجزائري المعاصر. ولد هذا

تولى الرئيس أحمد بن بلة زمام الأمور كأول مسؤول منتخب ديمقراطياً في الجزائر المستقلة، مما يجعله شخصية بارزة في التاريخ الوطني الجزائري المعاصر. ولد هذا القائد الثوري البارّ سنة ١٩١٨ ميلادية قرب الحدود بين الجزائر والمغرب لأهل فلاحة فقراء. انطلق مشواره النضالي مبكرًا حيث التحق بجيش الاحتلال الفرنسي فعمل مدة قصيرة قبل أن ينشق ويتسلح بالمعرفة السياسة عبر دراسته للأوضاع الاجتماعية والأيديولوجيات المختلفة. عند اندلاع الكفاح المسلح للاستقلال، تبنى بن بلة قضية الشعب العظيم فشارك بفاعلية في صفوف "الجبهة الوطنية لتحرير الجزائر" التي أسستها أول فرقة مقاومة سرية وخطرية أخرى وهي منظمة "جبهة التحرير". يشهد له التاريخ بأنه كان المدبر العام لهذه الأخيرة وهو العمود الفقري لها والذي عمل بلا هوادة وبروح عالية تضحيةً بالنفس لتحقيق حلم كل جزائري حر يتمثل باكتساب استقلال البلاد واسترجاع سيادتها كاملة وغير منقوصة..

بعد عدة عقود من العمل المتواصل والتضحيات الشخصية المؤلمة أثناء الاعتقالات المتتالية والسجن الطويل والقاسي بالمختلستين الفرنسية والإيطالية، وفي خطوة ملحمية تأثرت بها الأجيال التالية والتي تجسد تفانيه الشخصي وشجاعته الفولاذية وحكمته السياسية الناضجة، انتصر ثوار الوطن وأعلنوا الجمهورية الوليدة رسميًا يوم ١ يوليو/تموز لسنة ۱۹۶۲ میلادی بحضور زعماء العالم ووسط غمرة المشاعر الجياشة لدى شعب الريف الشريف الشجاع المنتشي بإنجازه الكبير. وعقب أشهر معدودة فقط، أقيم انتخاب دستوري جديد تنافس فيه جميع الأحزاب الليبرالية والصغيرة آنذاك وتمكن السيد احمد بنبله الغني بخبراته الواسعة والحكمة المكتسبة من هزيمة خصومه السياسيين بالحصول علي أغلبية ساحقة بلغت نسبيتها ٦٥٪؜ لتمنحه بذلك حق التنصيب الرسمي برلمانيا لدولة الجزائر الفتية أمام الجمعية العامة لممثلَي شعوب الأرض يوم ٢٧ مارس/آذار لنفس السنة ومازال اسمه محفورا بشكل عميق فى ذاكرة الشعوب العربية والعالمية نظرا لصموده وانتمائه الوثيق لوطن أم شهداء الكفاح .

على مدى السنوات اللاحقة لرئاسته، بذلت جهوده الحميدة لإعادة بناء دولة ذات أسس اجتماعية واقتصادية راسخة ومتينة مستندين إلي دعائم اقتصاد اشتراكية متكاملة الأعضاء بهدف تحقيق العدالة الاجتماع وإنهاء ظلام الاستبداد والاستعمار القديم الجديد ، لكن القدر غدر به إذ طرح الوزير حسين محمد عوادي أمر الانقلاب عليه وعلى حكومة البرلمان ليبسط شخصيتاه القاسية ونظامه الجديد بدءا منذ يونيو یونیون ۱۹۶۵م فأدى الأمر لطرده خارج الحكم مؤقتا إلا أنه ظل شوكة تعكر صفو النظام الجديدة تمام التعكير وكانت أيام عزلة ومراقبة وتعسف عاشت خلال فترة حكم زميله السابق وهكذا مرت سنوات طويلة خلف القضبان والمعتقل ولم يكن هناك الكثير ممن يعلم مصير الرجل المسن المثابر. ومع مرور الوقت وتغير الاحداث الدولية والإقليمية المحصورة فقد مرض حاكم البلد التالي "هواري بو مدين" فدخل مرحلة الشيخوخة وفقدان الرؤية واضطرار مغادرتهم المستشفيات الأوروبية اقتربت نهاياتها فطلب الرحيل النهائي واتجه لعاصمة الرباط المغرب محاولًا البدء مجدد حياته ولكن سرعان ماتغير حالته الصحية الصحية أدت لوفاته بتاريخ ۱۱ أبريل / نیسان ۲۰۰۱۲ ، تاركا تراث ثقافته وأخلاقه النبيلة ومنقولاته الأدبية الفنية والفكرية الرائعة كمذكرات تلك الفترة المضطربة كتابة يدويّا اثناء وجودہ بالسجن وكذلك سيرته الذاتية وحروب الصحافة ...الخ ..يذكر انه رحمة الله واسعه علی روحه الطاهرة والتي ستسمو دوما رغم غربته الاخيرة وسط اجيال خفية عنه تقرأ عنه اليوم ذكرياته تخليدلاقتداره البطولي وصبرها الهائلة بتلك اللحظات المصيريه الخطرة!


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات