صلاح الدين الأيوبي، القائد العسكري والسياسي الفذ، ترك بصمة لا تمحى في التاريخ الإسلامي. ولد عام 1137 أو 1138 ميلاديًا، واشتهر بقيادته الناجحة للدولة الأيوبية التي أسسها عام 569 هجريًا، والتي استمرت تحت حكمه لمدة عشرين عامًا.
من أبرز إنجازاته فتح بيت المقدس عام 583 هجريًا، بعد أن قاد المسلمين في حربهم ضد الصليبيين. كانت معركة حطين عام 1187 ميلاديًا نقطة تحول حاسمة، حيث انتصر فيها على الصليبيين الأوروبيين، مما مهد الطريق لتحرير القدس ومدن أخرى حولها.
شارك صلاح الدين في ثلاث حملات على مصر، التي كانت تحت الحكم الفاطمي آنذاك. وفي عام 1169 ميلاديًا، قاد الحملة العسكرية بنجاح، وعُين وزيراً للخليفة في القاهرة، وقام بتوحيد قيادته.
نشأ صلاح الدين في عائلة كردية معروفة، ونشأ بين مدينتي بعلبك ودمشق، وخدم للقائد عماد الدين زنكي بن آق سنقر. بدأ مسيرته العسكرية بعد التحاقه بعمه أسد الدين، الذي كان قائداً عسكرياً مهماً. وفي سن الواحدة والثلاثين، تم تعيينه قائداً للقوات السورية في مصر ووزيراً للخليفة الفاطمي، ولقب ملكاً رغم أنه كان يعرف بالسلطان.
في سنوات حياته الأخيرة، عانى صلاح الدين من النسيان والتعب، ولم يعد يستقبل الناس. توفي عام 589 هجريًا إثر إصابته بحمى صفراوية امتدت اثني عشر يوماً، ثم تعرض لغيبوبة استمرت ثلاثة أيام استفاق بعدها أثناء تلاوة الشيخ أبو جعفر إمام الكلاسة القرآن أمامه. توفي في قلعة دمشق، حيث جهزه القاضي الفاضل والمؤرخ ابن شداد لمثواه الأخير.
بهذا، يظل صلاح الدين الأيوبي رمزًا للقوة والقيادة والإنجازات العظيمة في التاريخ الإسلامي.