السلطة الرابعة: دوراً محورياً وتغيرات مستقبلية

منذ القرن الثامن عشر، اكتسب مصطلح "السلطة الرابعة" شهرته عندما أشار إليها المفكر ايرلندا إدموند بروك باعتبارها أهم مؤسسات المجتمع رغم عدم كونها رسمية

منذ القرن الثامن عشر، اكتسب مصطلح "السلطة الرابعة" شهرته عندما أشار إليها المفكر ايرلندا إدموند بروك باعتبارها أهم مؤسسات المجتمع رغم عدم كونها رسمية مثل سلطة تشريع الأحكام وتطبيق القانون والفصل بينهما، بل تتميز كقوة مؤثرة عبر جمع معلومات وتقديم محتوى تعليمي وثقافي وسياسي عام للمشاهدين والقراء مما يؤثر بشكل مباشر وغالبًا غير مُعلن على القرارات الحكومية وآراء الشعب. هذا التعريف يشمل وسائل الإعلام الحديثة؛ سواء كانت مطبوعة أو مرئية صوت وصورة بالإضافة لمنصاتها الإلكترونية الجديدة التي أتاحت حوار مفتوح وأسرع للتواصل الثقافي العالمي.

مع ذلك، تواجه هذه السلطة تحديات مستمرة تتعلق بحرية التعبير أمام رقابة عامة شديدة ومتزايدة من خلال الانترنت وسواه، بما يحتم عليها تطوير استراتيجيات فعالة وموثوقة لتجنب الانحدار لنقل قصصٍ نمطية تحابي جانب واحد فقط من النقاش السياسي والمعيشي العام. رغم بروز مواقع التواصل الاجتماعي الرقمية كنوافذ رئيسية للعرض، فإن الطابع المشابه للأخبار الموجزة والمتفرقة جعلهم عرضة للتلاعب بالعواطف بدلاً عن التحليل المنظم الموضوعي الموضوعاتي للقضايا المختلفة.

ومع اشتداد المنافسة للسوق الحرّة للإعلان التنافسي وبالتالي جذب اهتمام الزائرين لمنتوجاتهم الإعلامية، غدت الخطط الدعائية المبنية على الاستقطاب العاطفي جزء لا يتجزأ من طبيعتها التجارية الخاصة بهم بهدف الحصول على تصويت العملاء هدفاً أساسياً لتحقيق الربحية المالية المرتبطة بصفقات الاتفاق الوكالات المعلنة فيها. ومن هنا يمكن اتهام بعض المواقع بوساوس بث روح احتكار السيطرة المؤقتة لسرد الحدث الواحد بطريقة واحدة خاصة بها حسب هوايات جمهورها الخاص بدون تقدير حقائق الحالة الأصلية كما حدث ويحدث الآن مع قضايانا العربية المحلية والدولية الملحة مما يستحق تبني نهضة صحفية عربية خالصة تستعيد ما ضاع من حقوق حياة شعب المستقبل خلف ستائر سياسة الميديا العالمية المتحكمة بمفاتيح الحكم الإنساني الحديث.

إن النهوض بالنظام الاعلامي العربي بات حاجة ملحة لحماية هويتنا الوطنية وقدراتنا التفكيرانية الذاتانية تجاه التصدي لأخطار موجهة خارج حدود وطننا الكبير ضد خصوصيات عقيدتنا الاجتماعية والثقافية ذات جذور دينية عميقة المصدر. بالتالي أصبح الهدف الأنبل لكل فرد عربي مثقف هم الطموحات لإنجازات اعلاميه تحقق قدر أكبر من الشفافية العادله لعكس واقع الحقيقه كاملا للشخصية العربيه بكل تفاصيل حياتها الداخليه والخارجيه جنبا الى جنب مع نشر معرفتهم بالحضارات الأخرى المختلفه للاستفاده منها واستثمار وجه نظر الآخر لخدمة اهدافنا الثقافيه والعلميه المتنوعه. إن العمل بلا كلل وسهر الليل بحثا عن الحقيقة وبيان الحق أمر مقدس يدخل ضمن منظومة ربانيه ساميه تسمو فوق شهوات الدنيا وجشع ماديتها الزائلة . لذلك دعونا نعمل سويا لبناء رؤية مشرقة للاعلام المرآه لقلب الوطن العربي بحاضر مزدهر ومستقبل زاهر بإذن الله تعالى!


عاشق العلم

18896 Blog mga post

Mga komento