أبو العباس السفاح، أول خلفاء الدولة العباسية، لقب بهذا الاسم بسبب عدة أسباب حسب روايات المؤرخين. بعضهم يرى أن لقب "السفاح" جاء من قسوته في التعامل مع الأمويين وأعداء دولته، حيث سفك دماءهم بكثرة. بينما يرى آخرون أن اللقب جاء من كرمه وعطائه، حيث قال في خطابه لأهل الكوفة: "وقد زدتكم في عطاياكم مائة مائة، فاستعدوا، فإنني السفاح المبيح". كما ذُكر عنه أنه كان متصوفًا وعفيفًا، مما يسهل معاشرته.
على الرغم من أن هذا اللقب لم يُذكر في كتب المؤرخين الأوائل مثل اليعقوبي والطبري، إلا أن المسعودي هو أول من ذكر أبو العباس السفاح بهذا اللقب، ثم تناقلته المؤرخون من بعده. ويُعتبر أبو العباس السفاح أول خلفاء الدولة العباسية، وكان يتميز بشعر أجعد ولون أبيض وطول قامة ووجه ولحية حسنة.
ولد أبو العباس السفاح عام 105 هـ في منطقة الحميمة في البلقاء، وبويع بالخلافة في الكوفة في الثاني عشر من شهر ربيع الآخر من عام 132 هـ. بسبب عدم تأييد الكثيرين للثورة العباسية، انتقل إلى منطقة قريبة من الكوفة (هاشمية الكوفة)، ومنها إلى الأنبار التي استقر فيها حتى وفاته عام 136 هـ في هاشمية الأنبار.
اهتم أبو العباس السفاح بتثبيت قواعد الدولة العباسية بعد سقوط الخلافة الأموية، حيث تولى أهل بيته على الأمصار لتعزيز قوة الأسرة العباسية. ولّى عمّه سليمان على البصرة، وعمّه صالح على فلسطين، وعمّه عبدالله على حمص والأردن وقنسرين ودمشق، بينما تولى عمّه داوود مكّة والمدينة والطائف واليمن.
بهذا اللقب الذي يحمل معاني القوة والكرم، أصبح أبو العباس السفاح رمزًا للدولة العباسية الجديدة، حيث أسس قاعدة قوية للدولة العباسية التي استمرت لأكثر من خمسة قرون.