قيام دولة المماليك: من أصولهم إلى تأسيسهم

بدأت قصة المماليك في مصر مع الدولة العباسية، حيث استخدم الخليفة المأمون والمعتصم المماليك كجنود في فرق عسكرية قوية. تم جلب هؤلاء المماليك من أسواق الن

بدأت قصة المماليك في مصر مع الدولة العباسية، حيث استخدم الخليفة المأمون والمعتصم المماليك كجنود في فرق عسكرية قوية. تم جلب هؤلاء المماليك من أسواق النخاسة في آسيا الوسطى، وكان معظمهم من القبائل التركية، بالإضافة إلى بعض المماليك من أصول مَنغولية وأرمينية وشرق أوروبية.

مع مرور الوقت، أصبحت قوات المماليك جزءًا لا يتجزأ من الجيش في العديد من الدول الإسلامية. وفي مصر، اتخذ الملك الصالح أيوب خطوة مهمة عندما بدأ في شراء المماليك الأطفال وتربيتهم على تعاليم الإسلام والولاء له. سرعان ما صعد هؤلاء المماليك إلى أعلى المناصب في الدولة وأصبحوا ركيزة أساسية فيها.

مع تفكك الدولة الأيوبية بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي، بدأت الأمور تتدهور. تصارع الأمراء الأيوبيين على السلطة، مما أدى إلى تحالفات مع الصليبيين ضد الأمراء المسلمين. ومع تولي الملك الصالح أيوب حكم مصر في عام 637هـ، تحالف الأمراء الأيوبيين في الشام مع الصليبيين للاستيلاء على عرش مصر. ومع ذلك، فقد انتصر الصالح أيوب بفضل جيشه الذي اعتمد على المماليك كقوة أساسية.

بعد وفاة الصالح أيوب وقتل ولده تورانشاه، انتقلت السلطة إلى شجرة الدر، التي تعتبر أول حاكمة مملوكية من قبل البعض، بينما يعتبرها آخرون آخر الحكام الأيوبيين لمصر. رفض الخليفة العباسي حكمها بسبب أهمية شرعيته في ذلك الوقت، بالإضافة إلى الغضب الشعبي الذي أثاره حكم امرأة. اضطرت شجرة الدر إلى الزواج من أيبك، الذي اغتالته بعد فترة قصيرة، مما أدى إلى ثورة المماليك ومقتلها. تولى المنصور علي بن أيبك سلطنة مصر ليصبح ثالث حاكم مملوكي وأول من يحمل لقب سلطان من المماليك.

بهذا، تأسست دولة المماليك في مصر، والتي ستشهد فترة من القوة والازدهار تحت حكم سلاطينها الأقوياء.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات