الفونيم، كما حددها نيكولاي تروبستسكي، هو الوحدة الصوتية الأساسية التي تعتبر متميزة ضمن نظام لغة ما. هذه المفاهيم ليست مجرد أصوات بسيطة ولكنها تحمل معنى دلالي محدد عندما يتم وضعها في سياق النطق والكلام. يرى تروبستسكي أن كل فونيم يمكن التعرف عليه بشكل واضح من خلال الاختلافات الدقيقة بينه وبين غيره من الفونميات الأخرى داخل اللغة نفسها.
في نظريته المعروفة باسم "اللسانيات التركيبية"، يؤكد تروبستسكي على أهمية دراسة العلاقات الداخلية للأنظمة اللغوية قبل استخلاص القواعد العامة لها. بالنسبة له، الفونية هي أساس هذا التحليل التجزيئي للمادة اللغوية. فهو يشير إلى أنه حتى وإن كانت بعض الألفاظ تشترك في نفس ال pronunciation, إلا أنها قد تكون مختلفة تماما فيما يتعلق بمحتواها الدلالي بسبب اختلاف الفونميات المستخدمة فيها.
ببساطة، الفونيم ليس فقط حركة الشفاه والألسنة أثناء النطق؛ بل هو أيضا العنصر الحاسم الذي يحدد الفرق بين الكلمات ذات المعاني المختلفة داخل النظام اللغوي نفسه. لقد أثرت نظرية تروبستسكي حول الفونميات وتأثيرها على السياقات الاجتماعية والثقافية بشكل كبير على مجالات مثل علم النفس النفسي وغيرها الكثير. إنها دعوة للدقة والتعمق في فهم بنية وكيفية عمل اللغات البشرية.