يمكن تعريف الصدأ باعتباره منتج ثانوي غير مرغوب فيه ينتج عن تعرض الحديد لسلوكاته الطبيعية مع الأوكسجين والرطوبة. هذا التحول الكيميائي يؤدي إلى تشكل طبقة خارجية هشة من أكسيد الحديد، وهو ما نطلق عليه اسم "الصدأ". هذه العملية يمكن أن تؤثر سلباً على عمر واستقرار الأشياء المصنوعة من الحديد والمعادن الأخرى القابلة للتآكل.
في مجال الهندسة والكيمياء، يوجد العديد من الحلول لتحقيق حماية متقدمة ضد الصدأ. أحد أكثر التقنيات شيوعاً هو عملية الجلفة، والتي تنطوي على تغليف قطعة الحديد بسطح زجاجي عن طريق غمر القطعة في حمام زنك مذاب عند درجات حرارة عالية (عادة حوالي 450 درجة مئوية). وذلك بسبب أن الزنك لديه قدرة أعلى على مقاومة الأكسدة (-0.76 فولت) بالمقارنة بالحديد (-0.44 فولت)، وبالتالي يوفر حاجزا فعال ضد الصدأ.
كما يمكن أيضا استخدام محلول دي-كرومات استناداً إلى المعادلة الكيميائية التالية: 2Fe + 2Na₂CrO₄ + 2H₂O → Fe₂O₃ + Cr₂O₃ + 4NaOH. هذا النوع من المعالجة يخلق طبقة واقية من أكسيد الحديد تعمل كنظام دفاعي لمنع المزيد من الصدأ.
أما بالنسبة لعلم وظائف الأعضاء لهذه الظاهرة، فهي تبدأ بتفاعل كهروكيمائي بسيط. يقوم الحديد - باعتباره الأنود (الجزء الذي يفقد الإلكترونات) - بإطلاق إلكترونات أثناء تفاعلاته الداخلية. ثم يتحلل الماء إلى أيونات الهيدروكسيد وأكسجين حر. أخيرا، يحدث اختلاط بين أيونات الحديد وأيونات الهيدروكسيد لتكوين كربونات الحديدي (Fe(OH)₂) قبل أن تخضع تلك المركبات الجديدة لتغيرات إضافية نتيجة وجود الأكسجين النشط حولها، مما يؤدي إلى ظهور الصدأ النهائي.
لتجنب هذه العمليات الضارة، هناك عدة طرق معروفة للحفاظ على المواد المعدنية:
- الطلاء: تطبيق طبقات وقائية مباشرة على سطح المعدن يحميها من التعرض للعوامل البيئية المساهمة في الصدأ.
- الطلاء بالتضحية: هنا يستخدم نوع مختلف من المعدن أكثر عرضة للصدأ كمصدر للدفاع عن المعدن الرئيسي الأكثر قيمة (مثل استخدام القصدير لحماية الفولاذ). وهناك تقنية أخرى تعتمد نفس الفكرة ولكن باستخدام مواد ذات خصائص مختلفة قليلاً، تسمى "الكاثودي"، حيث توضع أمام المعدن المحمي ويتم تفضيلها بشكل طبيعي للتحلل بدلًا منه.
هذه الاستراتيجيات وغيرها تساعد في الحفاظ على سلامة وصيانة المباني والمعدات وغيرها الكثير المصنوعة من الحديد والمعادن القابلة للتآكل لفترة أطول بكثير تحت ظروف بيئية متنوعة.