آخر ملوك الدولة العثمانية: رحلة نهاية إمبراطورية عظيمة

كانت الدولة العثمانية واحدة من أقوى الإمبراطوريات التاريخية التي امتدت عبر ثلاثة قارات لأكثر من ستة قرون. ومع ذلك، فقد انتهى عصرها مع وفاة السلطان عبد

كانت الدولة العثمانية واحدة من أقوى الإمبراطوريات التاريخية التي امتدت عبر ثلاثة قارات لأكثر من ستة قرون. ومع ذلك، فقد انتهى عصرها مع وفاة السلطان عبد المجيد الثاني، الأخير بين سلسلة طويلة من الحكام الذين حكموا هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف. في هذا التحليل الموسع، سوف نتعمق في حياة وعصر آخر حاكم للدولة العثمانية، سلطان عبد المجيد الثاني، ونستعرض بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول فترة حكمه وتأثيره الدبلوماسي المهم خلال الأيام الأخيرة للإمبراطورية.

ولد محمد عبد المجيد بن عبد الحميد الثاني عام 1868 ميلادية, وكان خامس أبناء الملك العظيم والشهير "عبدالحميد"، ورابع أولاده ذكوراً. نشأ الأمير الشاب وسط ظروف سياسية مضطربة؛ إذ شهد سقوط العديد من المدن والحصون الواقعة تحت الحكم العثماني لصالح القوى الأوروبية الناشئة مثل روسيا وبريطانيا العظمى والنمسا والمجر وغيرها. أثرت تلك الأحداث بشكل مباشر على شخصية الأمير المستقبلي وحياة عائلته النبيلة كثيرًا، مما ترك بصمة واضحة على تفكير السياسي ورجل الدولة منه لاحقاً.

خلال شبابه المبكرة، ظلّ الأمير غارقًا في دراسة اللغة العربية والفارسية والعجمية والتاريخ الإسلامي والأدب التركي القديم. كما اهتم أيضًا بممارسة الرياضات التقليدية للأسر المالكة آنذاك والتي تشمل الفروسية والسباحة وصيد الطرائد البرية والبحرية باستخدام الأقواس والسهام المختلفة الأحجام والقوة وفق ما يتناسب لكل نوع حيوان يراد اصطياده ليصبح بذلك فارسًا ماهرًا ومحاربًا شجاعًا قبل بلوغه سن الرشد الرسمية حين بلغ الخامسة عشر عام ١٨٨٣ميلادياً .

بعد مرور عقد تقريباً من الزمن منذ توليه ولاية العهد رسميًا سنة ١٩٠٩ ، قام السلطان الشاب بتنفيذ حملاته التصحيحية والإصلاحية داخل المؤسسات البيروقراطية للحكومة المركزية كخطوة نحو تحقيق المزيد من الاستقرار الداخلي لحكومته. وقد نجحت جهوده بالفعل بإعادة هيكلة الوظائف الحكومية وإدخال نظام جديد للعقود الصناعية بالتعاون مع الخبراء الاقتصاديين المحليين والدوليين لجذب رؤوس الأموال الأجنبية واستقطاب الصادرات الوطنية خارج حدود الإمبراطورية لتغطية نفقاتها المالية المتزايدة بسبب طول مدة الحرب العالمية الأولى واحتدام المعارك ضد القوات المتحاربة الأخرى بالإضافة إلى تراجع قوة اقتصاد البلاد بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها نتيجة مواقفها السياسية المتشددة تجاه شعوب الوطن الكبير الموحد سابقاً والذي أصبح متعدد الأعراق والجنسيات بعد خوض تلك الحروب الدموية المؤلمة...

على الرغم من سمعته الجيدة لدى عامة الناس لصدقه وصفائه وعدله لكنّه سرعان ما تعرض لمقاومة شديدة من أفراد الطبقة العليا ممن كانوا يشكلون مصدر تهديده الرئيسي للملك لأنه كان يدافع بشراسة عن حقوق الشعب ويحاول تدريب الجيش العثماني بأحدث الوسائل التعليمية الحديثة مستعيناً بخبراء غربيين متخصصين، وهذا الأمر لم يعجب الكثير منهم خصوصاً وأن الفكر الحداثوي بدأ ينتشر محليًا ويتحول لقوة سياسية مؤثرة تسعى لتغيير طريقة إدارة شؤون المملكة وفق نظريات جديدة تستند لفلسفات اجتماعية واقتصادية مغايرة لما اعتاد عليه الأجداد جيلا بعد جيل منذ تأسيس الدولة نفسها!

في مطلع القرن twentieth century، بدأت وطأة الضغوط الخارجية تتزايد شيئًا فشيئًا حتى وصل بهم الأمر لإصدار قرار يقضي بإلغائها نهائيًّا وهو القرار رقم ٢٧٦ الخاص بحلها بتاريخ الثلاثين أغسطس / آب سنة ألف وتسعمائة واثنان وثلاثون ميلادي الموافق للسابع والعشرين شعبان للعام الهجري الثالث عشري وألف وأربعمائة.. وهكذا أنهيت دولة عمرها أكثرَ من خمس مئة وستِّ سنواتٍ كانت تمتلك أراضي تصطف بها الشمس بطوله واسعا جغرافياً , شمال شرق أوروبا وجزء كبير من الشرق الاوسط وشبه الجزيرة العربية وخليج عمان وحتى شمال شرق إفريقيا حاليا.

ومهما يكن فإنَّ تاريخ صلاح الدين الأيوبي أسْعدُ له ولمّلِكه ولشعبه جميعا لأنه المؤسس الفعلي للدولة الإسلامية الثانية بعد الخلفاء الراشدين الذين رفعوا رايتها عالياً فوق أرض العرب لعقود عدة قبيل اشتعال فتنة يزيد ابن معاوية الشهيرة والتي أدت لاحقاً للتفرقة الطائفية البغيضة الظاهرة الآن رغم كون المسلمين اليوم أقل عدداً مقارنة بما كانوا عليه وقت ذاك ولكن عقيدتهم ثابتة ثابتة ثابتة لأن أساس إيمانهم مبنيٌّ على هدى الله عز و جل ودينه الحنيف ليس إلا! إنَّ لهذه الوقائع دروسٌ عميقة يمكن استخلاصها منها وهي ضرورة الانعتاق من ربقة العمالة والخنوع للغرب مهما بلغ جبروتَه وغطرسته وكيف يجب الحرص دوماً على حفظ وحدتنا الداخلية ووحدة صفوفنا أمام كل ألوان المناورات السياسية الداخلية والخارجية واتخاذ إجراءات فعالة لمنع التفكك المجتمعي بغرض اخضاع الامّة المسلمة وضعف نفوذ دولتها مجددًا ....وهكذا اختفى اسم آل عثمان وانطفأت شمعتهم فانتقلوا لبحث أماكن جدیدة لاستمرار وجودهم كأفراد ضمن مجتمعات أخرى تعيش فيها طوائف متنوعة الثقافات والأديان والثقافات المختلفة تمام الاختلاف ..


عاشق العلم

18896 Blog indlæg

Kommentarer