- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تدور المحادثة حول دور التعليم الرسمي في صقل مهارات الشباب اللازمة لمواجهة تحديات الحياة الحديثة، خاصة فيما يتعلق بإدارة الأمور المالية وريادة الأعمال. يشير "معالي بن عثمان" إلى أن التركيز الرئيسي للتعليم الحالي يسعى أكثر لنقل معرفة تقليدية منه لدعم التفكير النقدي والإبداعية. يشكو أيضًا من عدم وجود مواد دراسية حول كيفية التعامل مع الشؤون المالية الشخصية وإطلاق المشروعات الخاصة. يقترح "سهيل بن شقرون"، رغم اتفاقه مع وجهة نظر سابق، بأن الاندماج المطلق لهذه المهارات داخل المنهاج الدراسي الموحد غير عملي بسبب الطبيعة العامة للمدارس. ويبشر بالحلول البديلة كتقديم دورات اختيارية أو برامج موازية تساهم في منح الطلاب فرصا متعددة لتحقيق تنوع أكبر في الخبرة والتخصص.
يتضح من خلال هذا النقاش غموض حدود مسؤوليات المؤسسة التعليمية الرسمية تجاه تهيئة الطلاب لسوق العمل المستقبلي والمتمثل هنا أساساً في القدرة على إدارة الذات اقتصادياً واستثماريا. حيث طرح كل طرف رؤية مختلفة لحل مشكلة نقص المعرفة المتعلقة بحقائق وأساليب الرخاء الشخصي والعائلي داخل بيئة تعلم مقررة مسبقا ومحدودة الجدول الزمني والحجم النظرى للموضوعات المطروحة رسمياً. وهذا يدفعنا للتفكير مليّا بشأن تعدد أصناف الحرمان الواقعية المعتمدة عليها حياة الفرد اليوم وبعد تخرجه مباشرة خصوصا وأن العديد منهم يرغب حقاً بتكوين حياتهم بدون الاعتماد مطولا على وظيفة روتينية ثابتة ذات راتب شهري محدود الثبات والاستقرار لفترة طويلة نسبيا حتى الوصول لطريق الهجرة نحو عالم التجارة الخاص أو الاستقلال الذاتي عن طريق إنشاء أعمال تجارية صغيرة ومتوسطة الحجم مثلاً. وهناك حاجة واضحة لمنظمات مجتمع مدني متطوعة تقدم خدمات دعم غير مادية تتضمن تأهيلا وتمكين ذوي الطاقة الإنتاجية البرئية الذين يغادرون قاعات الجامعة ولا يعرفون ماذا يريدون فعل بعد الآن إلا البحث المضنى عن أي فرصة عمل عرضتها عليهم السوق المحلية دون التحقق السابق لوفرتهم المعرفية والكفاءة العلمية والشخصية للتأسيس لأعمال جديدة قائمة بذاتها ولا تعتمد على توجهات عقود التشغيل الغبر مستقرة المؤقتة قصيرة المدى وغير مانحة للأمن الوظيفي طويل الأجل! والجواب النهائي لهذا الأمر يبقى دائما ذا قابلية لأن يكون مفتاح حلوله متعلق تمام التسلسل بأيدينا نحن كمجموعة أفراد المجتمع المتحمسين للإصلاح ممن هم قادرون بالفعل على تغيير بعض المسلمات الراسخة سابقا لكيف تصطف جميع قطاعات الدولة المختلفة لرعاية أبنائها وبناتها وهم يتنقلون عبر رحلات حياتهم الأولى منذ ولادتهم وشبابهم وحتى مراحل الكهولة وكبار السن كذلك؛ فنحن بذلك سننتصر بلا شك لعوالم واسعة جديدة ستولد حتما حين يتمكن الناس جميعا بالتعبير عن ثابرهم المتجدد الدائم نحو تحقيق المزيد قدر الحاجة أينما تواجدت تلك الاحتياجات الهائلة والتي غالبا ما تبقي مسكوت عنها وذلك لمدة زمنية طويلة وهي الفيصل لكل خلل موجود راهنا وفي نفس الوقت عندما يستيقظ الجميع وينظرون بعيون الواثق المقتدر تجده يحرك ويغير مجريات الكثير من العلاقات الاجتماعية القديمة ويتحول الى عوامل محفزة لنمو عدد هائل من الفرص العمليات الجديدة المثمرة المنتجة والمربحة أيضا!
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات