تعتبر برمجة العقل الباطن ركيزة أساسية لتطوير الذات وتحسين الأداء اليومي. إن هذا الجزء المخفي من الدماغ لدينا يلعب دورًا حيويًا في تشكيل أفكارنا وسلوكياتنا وتوجهاتنا العامة. وفقاً لأحدث الدراسات النفسية، هناك عدة تقنيات فعالة يمكن استخدامها لتوجيه العقل الباطن نحو التفكير والإجراءات الإيجابية. دعونا نستعرض هذه التقنيات وأثرها الرائع:
التركيز على التفكير الإيجابي
الفكرة الأولى والأكثر شيوعًا هي التأكيد على الأفكار الإيجابية بدلاً من الأفكار السلبية. عندما نعطي الأولوية للقيم والأحلام المحفزة والثقة بالنفس، فإن ذلك يساعد العقل الباطن على ترسيخ هذه المواقف الجديدة. كما أنه من المهم التعامل مع الضغوط بحكمة وحفظ السلام الداخلي؛ لأن القلق الزائد يشوش الوضوح العقلي ويمنع الوصول إلى حالة تركيز عميقة مطلوبة للتواصل مع العقل الباطن. لذلك، فإن تدريب نفسك على نشر الطاقة الإيجابية حولك ستنعكس مباشرة على طريقة كلامك ومعاملة الآخرين أيضًا.
أهمية ممارسة التأمل
يُعد التأمل آلية قوية لإعادة ضبط نظام تفكيرنا وإعادة توجيهه. أثناء جلسة تأمل، يتم منح دماغك فرصة مميزة لتطهير نفسه والاسترخاء تحت ظروف خالية من الانحرافات الخارجية. وفي تلك اللحظات الهامدة، تتمكن أفكارك الداخلية - والتي كانت كامنة داخل العقل الباطن طوال الوقت - من الظهور أمام عينيك الواقظة الآن. بالإضافة لذلك، يعد التدرب المنتظم للتأمل طريقًا مباشرًا لحصد المزيد من الرؤى المفيدة وتعزيز المرونة العقلية لديك.
تسجيل الأفكار المكتومة بورقة وقلم
يمكن اعتبار التدوين أسلوبًا جريئًا لغزو عالم العقل الباطن الخاص بك واستخراج رؤاه المدفونة فيه. اختر مساحة هادئة، وسلم روحك لفكرة البدء بكتابتك بلا حواجز ولا ضوابط. اترك يديك تتبعان همسات قلبك وعقلك دون رقابة خارجية، واسجل كل ما يأتي عبر ذهنك فورًا. إن النظر إلي ما كتبته لاحقًا ليس بالأمر الضار بل إنه يُساهم بشكل فعال في توضيح الصورة الأكبر عن طبيعتك الداخلية وما تخفيه طبقات وجودك السفلى! وذلك لأنه يعرض لك الفرص لملاحظة الاتجاهات المُشتركة ونقاط التشابه الغريبة وسط بحر مشاعرك وخواطرك المختلفة تمام الاختلاف. وباستمرار تكرار التجربة باستعمال هذه التقنية سوف تستطيع مراقبة تقدم شخصيتك نحو الأحسن والشكل الأكثر توافقًا مع حالتِـك الصحية والنفسية المثالية بالنسبة لعصر جديد مليء بالإنجازات والتقدم المستدام.
---
فهم قوانين العمل خلف الكواليس للعقل الباطني
لتصبح سيد عمليات هندسة خلايا عقولكم الخاصة, يجب عليكم أولاً إدراك الآليات الطبيعية التي تعمل بها خلفيات نفسيّات البشر عامةً. هنا سنتعمَّق أكثر بفهم العمليات الأساسية المسؤولة عن سير الأمور داخليًا... فلنتابع أخبار العالم السفلي للدماغ!
1) الأفكار تولد الواقع: حسَب نظرية "القانون الأول"، فالذي يفكرون به يؤثرعلى حالتهمالجسدية والعاطفية والصحية عموماً ! لذا تجنب سلبياتها قدرالإمكان وابحث دوماًعن جوانب النظرة المتفائلة تجاه الحياة اليومية .
2) توقع الأشياء يجذبها نحو واقعكما"": مثل قول العرب القدماء :"لو علموا ماذائقتُه لما طلبوه". عندما نتعمّد التفكير في حدث مستقبلي بشغف وانتباه شديدتين ، يحدث شيئ غامضا لكن مؤثرا للغاية ؛حيث ينجذب الحدث ذاته باتجاه خطتنا الأصلية بدون سابق إنذارเชยปกติ!!
3)تأثير التصورات القوية فوق المعارف العلمانية": رغم مدى روعة التعليم والمعارف المكتسبة رسميًا , إلا أنها تبقى مجرد أدوات مفيدة لبناء أساس متين, بينما الروابط المبنية عليها تقع مسؤوليتها بكاملها على اكتاف قدرتنا علي الاستحضار الشارد(Imagination). لنفترض مثلا بأن موهبتكم الرئيسية تنصب ضمن مجال الرياضيات ولكن وجه آخر غير واضحاتماما يكمن خارجه ولم تستطع تقديمه لنا ;إليك الحل الأنسب : استغل وقت فراغك قليلا بالقراءة والمذاكرة خارج تخصصك الحالي وستجد انه سرعانما تبدأ رؤية أمورا جديدة وفريدة ليست موجودة ضمن مواد دراستكي التقليدية !!
4)"عدم تغييروالاستمرار بنفس النهج طويلآ"*! بالنظر الى كيف يعمل عقلكاللاواعي فقد طور العديد من خبراء الصحةالنفسية وصفة فريدة تُسمى قانون ""الدوام"" وهو يقفل باب القدرة امام اي محاولة للاستبعاد النهائي لكل الافكارالسابقة بما فيهاحتى السلبيه مما يعني ضرورة مواجهة تحديات كبيرة مدتها طويلة نسبياًقبل تحقيق هدف تغيير اتجاه افكاركم الاساسيين نهائياً..
5)القوانين الأخيره وهي "الحصول علي اكبر قدر ممكن باستخدام أقل مجهود ".هذه المعلومه صادمة نوعا ما ولكن صحيحه ١٠٠٪ اذ ان اعمدتان عصبه رئيسيتان هما المسؤولان الوحيدانعن توليف كافة القرارات المرتبطه بالاذهان البشرية وهما منطقتي Amygdala & Hippocampus*.وكلا منهما معروف بأنه يسعى دائما لاتخاذ الخط الاخفض مقاومة وخفض مستوىالطاقة المستخدم اثناء القيام باي نشاط مهما كان صغير او كبير الحجم....