تعتبر "السوق السوداء"، والتي تعرف أيضاً بسوق الظل، أحد الظواهر الاقتصادية الغير قانونية التي تتخطى الحدود الرسمية للأسواق العامة. هذه الأسواق غالباً ما تنتهك القوانين المحلية والدولية وتتجاهل الأنظمة الرقابية المعتادة. يمكن العثور فيها على مجموعة متنوعة من البضائع والأعمال، بدءاً من المواد المخدرة وحتى الخدمات مثل العمل تحت الأرض والتجارة البشرية والإعلانات التجارية الاحتيالية.
تشكل السوق السوداء تحدياً كبيراً للحكومات لأنها تعيق الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تساهم في انتشار الفساد وعدم المساواة. رغم كون العديد من الباحثين يرون أنها جزء طبيعي من الحياة الإنسانية ويمكن النظر إليها كتعبير عن رغبة الناس في الحصول على سلع معينة خارج الإطار الرسمي والقانوني، إلا أنه يجب التعامل مع هذه الظاهرة بحذر شديد بسبب الآثار السلبية المحتملة عليها.
في هذا السياق، يُشدد على أهمية وجود سياسات فعّالة لمكافحة الجريمة المنظمة ومراقبة التجارة غير المشروعة. كذلك، يلعب التعليم دور حاسم في رفع مستوى الوعي العام حول مخاطر الانخراط في نشاطات السوق السوداء وكيف يمكن لهذه الأنشطة التأثير بشكل سلبي كبير على المجتمعات الفردية والمجموعات السكانية الأكبر حجماً. إن التقليل من تأثير السوق السوداء يتطلب جهود مشتركة بين القطاع الحكومي والشركات الخاصة والمجتمع المدني لتحقيق سلامة اقتصاد أكثر عدلاً وأماناً واستدامة.
