ولد محمد بن موسى الخوارزمي في عام 780 ميلادي في مدينة كاث، والمعروفة الآن باسم بيروني. وتوفي رحمه الله في العام 850 ميلادي في بغداد، مستشهدًا برصيد كبير من الأعمال العلمية التي تركتها له بصمة واضحة في مجالات الرياضيات والفلك.
الحياة الأكاديمية والخلفية التعليمية للخوارزمي:
كان الخوارزمي أحد أهم علماء عصره وأحد رواد الترجمة الفكرية والثقافية بين الشرق والغرب آنذاك. عينته الدولة العباسية الرسمية تحت حكم الخليفة المأمون باعتباره عالم فلك بارز، مما مهد الطريق لإنشاء "بيت الحكمة" الشهير في العاصمة العراقية الغنية بالمعارف -بغداد-. أكسبته مساهماته الواضحة والتقدم الكبير الذي حققه مركز قيادة النهضة الثقافية والحضارية خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية.
إنجازاته الرئيسية وأعمال خلود التاريخ:
- الجبر: اشتهر الخوارزمي بإتقانه للجبر وبسط مفاهيمه عبر كتبه مثل "كتاب الجبر والمقابلة". قدم هذا العمل نهجا جديدا تماما لحل مسائل القياس المختلفة باستخدام العمليات الحسابية الأساسية كالجمع والطرح والضرب والقسمة.
- الفلك: ألف الكتاب الضخم المعروف باسم "صورة الأرض"، وهو دليل شامل جغرافيا يحتوي على جداول تفصيلية تحدد مواقع سبع مئة وست مناطق وزاوية عرض/طول لأكثر من اثنان آلاف مكان معروف ضمن منطقة آسيا وأفريقيا وخارجها، بناء على أبحاث توسعية استمرت لمدة ثلاث سنوات فقط! وكان لذلك صدى واسعا حين نشر لاحقا بالإنجليزية والصينية وغيرهما بواسطة يدو من مترجمون غربيون مثلهم جورج سالوست وجورج ستيفنسون... إلخ.
بالإضافة لما سبق، فقد طور نظاما خاصّا بالحاسبة الفلكية المستوحاة أصلا من أفكار اليونان القدامى لكن بتطوير نوع مختلف منها قبل زمن طويل على ظهور الآلات الإلكترونية الحديثة بكثير! وكذلك كتب عن مواقف نجوم الليل وكشوفاتها بدقة ملفتة ذات يوم وليلة كما هي اليوم رغم تقدم تكنولوجيتنا الحالي! وهكذا فإن تأثير ابن موسى ما زال قائما حتى وقتنا بما يفوق حدود الزمان والمكان. فهو ليس مجرد شخص عاش وانتهى بل هو اسم مرتبطٌ بجذور حضارتنا المتنوعة وثمرة جهود الأجيال السابقة نحو اكتشاف المعرفة الإنسانية برمتها.