يتمثل السلوك البشري في مجموعة واسعة ومتنوعة من الإجراءات والأفعال التي يقوم بها الإنسان طيلة حياته. فهو يشمل ردود الأفعال الداخلية والخارجية - سواء كانت إرادية أم غير إرادية - والتي تعكس طبيعة وجودنا المعقد. هذه التصرفات قد تكون ظاهرة أو خفية، مفهومة للجميع أو خاصة بالمفكر نفسه. يمكن تصنيف السلوك الإنساني أيضًا حسب نوعيته، فقد يتمثل في أعمال حرّة اختيارنا مثل اختيار رفقة أحدهم أو أداء تمرينات صحية، بينما قد تشمل الوظائف البيولوجية اللاإرادية كالنبض والقلب والشهيق.
بالانتقال إلى النظرية، نجد أن هنالك العديد من المناهج لفهم السلوك البشري. تقدم نظرية التحليل النفسي فرويد رؤية حول كيف تلعب الغرائز النفسية دورًا رئيسياً في تحريك السلوك البشري عبر مختلف مراحل العمر. أما نظرية بياجيه فتقسم عملية تطوير القدرات العقلية للإنسان إلى أربعة مراحل رئيسية تبدأ بمراحل الطفولة المبكرة عندما يكتسب الطفل مهارات إدراكية أساسية. وفيما يتعلق بنظرية التعلم، فهي تربط بين الاستجابات للسلوك والعقاب أو المكافأة أو الربط بتجارب محددة.
وعلى مستوى الصفات الشخصية، يوجد اختلاف كبير بين الأشخاص فيما يتعلق بسلوكهم وسلوكياتهم اليومية. فالبعض أكثر تشاؤماً ويتعامل بشكل سلبي مع المواقف، بينما يميل البعض الآخر نحو التفاؤل والتحدي أمام المشاكل بصورة إيجابية ومسلية.
إن سعينا لتفسير وفهم السلوك الإنساني هو دائمًا عمل مستمر وجديد، يعكس عمقه ومعقدته الثراء الغني للحياة البشرية نفسها.