ولد أغسطس القيصر، المعروف أيضًا بأوكطافيوس قبل تبنيه، في العام 63 قبل الميلاد. وهو يُعتبر أول إمبراطور لروما بعد فترة مضطربة شهدت سقوط الجمهورية على يد يوليوس قيصر، عم أغسطس. وعلى الرغم من أصله البسيط نسبيًا، فقد برز أغسطس كنجم لامع في السياسة والثقافة الرومانية القديمة.
تم تبني أغسطس من قبل عمّه يوليوس قيصر، مما جعله ورثته الشرعية. وبعد وفاة قيصر المفاجئة في العام 44 قبل الميلاد، بدأ النضال السياسي بين Augustus وهناكار المقرب لأنتوني. ومع دعم الشاعر الشهير شيشرون والمؤيدين الآخرين، تمكن أغسطس من تثبيت قبضته على الجيش والقانون الروماني.
على مدار الأربعين سنة التالية، تحول أغسطس بشكل ملحوظ من قائد وسط الحرب الأهلية إلى سيّد إمبراطورية مترامية الأطراف ومتماسكة. توسعت حدود الإمبراطورية لتشمل مناطق جديدة غنية بثقافتها ولغاتها المتنوعة. نهضت الفنون والأدب تحت رعايته، مما جعل عصره ذروة الثقافة الرومانية الكلاسيكية.
كان نظام الحكم الذي أسسه أغسطس معروفاً باستبداده الواضح لكنه كان محفزاً للتقدم الاجتماعي والاقتصادي الهائل. لم يكن مجرد رئيس دولة بل كان رمزاً للقوة والسيادة الرومانية الجديدة. ترك بصماته واضحة في كل جانب من جوانب المجتمع - سواء كانت الهندسة المدنية الضخمة مثل المنتدى الروماني الكبير ومجموعته الفنية الرائعة التي تتضمن أعمالًا فنية سابقة تمت إعادة اكتشافها واستعادة مجدها القديم.
وعند وفاته في العام الرابع عشر الميلادي، خلّف وراءه تراثاً ثرياً وكان آخر كلماته تعكس أهميته التاريخية "لقد تركت لكم مدينتي مزدانة بالعمران". حققت مراسم دفنه الجنائزية نهاية ملائمة للإنسان الذي أدخل روما إلى مرحلة جديدة تمامًا من تاريخها وحافظ عليها كقوة عالمية تعمل لمدة قرنين تقريباً بعد رحيله عنها.