تاريخ الدولة المرينية بالمغرب: نهضةٌ زاهرة وضعفٌ متزايد

كانت الدولة المرينية واحدة من أبرز دول المغرب خلال الفترة بين العام ١٢٤٤م و١٤٦٥م، وقد أسست على يد زعماء بربريين ينتمون لقبيلة زناتة. اتسم حكمهم بتعدد

كانت الدولة المرينية واحدة من أبرز دول المغرب خلال الفترة بين العام ١٢٤٤م و١٤٦٥م، وقد أسست على يد زعماء بربريين ينتمون لقبيلة زناتة. اتسم حكمهم بتعدد المراحل والتغيرات الدراماتيكية.

مرحلة البداية والتوطيد (1239-1258)

بدأت قصة هذه الدولة بطموحات أبو بكر بن عمر يعقوب بن عبد الحق، حيث قاد انقلاباً ناجحاً ضد سلطة الموحدين المتراجعة آنذاك. اختارت العائلة الجديدة مركزها بالحكم بمراكش، مستغلّة حالة الانقسام والفوضى السياسية التي كانت تخيم على البلاد وقتها. ومع هذا الانتصار التفصيلي، مهدت الطريق أمام حقبة جديدة من التاريخ المغربي تحت مؤسسي سلالة مرينيين جدداً.

ذروة القوة والازدهار (1258-1348)

حققت فترة "أبي الحسن" و"أبي عنان" لأعلى معدلات ازدهار للدولة المرينية؛ انتشر نفوذهم الجغرافي ليصل إلى أماكن مثل تونس والجزائر وغرب إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. كما شهد عصرهم حضوراً علمياً مميزاً، مما جعل العاصمة فاس تستقطب العلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم الإسلامي بحثا عن مدارسها والمعاهد التعليمية ذات المستوى العالمي حينذاك. إضافة لذلك، شهد الاقتصاد نمواً كبيراً نتيجة التجارة البحرية النشطة خاصة تجارة الرقيق والمنتجات المحلية الأخرى.

انحدار قوتها وهوان رعايتها (1348-1465)

ومع مرور الوقت بدأت علامات ضعف النظام تدريجيا تظهر جليا. فقد أثرت الصراعات الداخلية والإقليمية بشكل كبير على مواردها المالية والبشرية لتكون بذلك فرصة مواتية للغزو الأجنبي والذي كان مدبرا جيدا سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا من قبل الدول الأوروبية الغربية. وكانت نقطة تحول مهمة هي احتلال القوات البرتغالية لساحل طنجة وما اقترنت بهذه الخطوات المكملة نحو المزيد من التدخل الخارجي المؤذي لحكومة بني مرين باختراقاتها الحكومية الاجتماعية والثقافية مباشرة داخل المملكة نفسها.

كما أنه خلال السنوات الأخيرة للحكم المريني، ظهر تنافر واضح حول سلطنة الحكم مما فتح الباب أمام تشكيل حكومات موازية تقوم بإدارة الشؤون اليومية وهو ما يعتبر أحد عوامل النهايات غير المثمرة للحضارات القديمة عموما ولهذا المثال أيضا خصوصيته التاريخية الخاصة بها . وفي نهاية المطاف ، حدث تسليم رسمي للسُّلْطان الأخير - أبو حسن Watsony - السلطة لعائلة واتاسة منافسه التقليدية في سنة ١٤٧٢ ميلادية بما يشكل الحد النهائي للتاريخ الرسمي لبني مرنين كمجموعة حاكمه مستقرة وحديثة نسبيا نسبتها لعصور أخرى قديمة تتجاوز بكثير حدود جغرافيا مساحة بلاد المغرب العربي الحالي اليوم.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات