كان لابن الهيثم دور بارز في تطوير علم البصريات، والذي مهد الطريق أمام العديد من الابتكارات الهامة بما فيها تقنية التصوير الحديثة. يُلقب "بابن الهيثم" بلقب "أبو البصريات"، ليس فقط لأنه شرح ميكانيكية رؤية الإنسان بدقة ملحوظة، ولكن أيضًا لأنّه أسهم بشكل مباشر في تصميم أول كاميرا من نوعها.
ولد أبو علي الحسن بن الحسين بن الحسن بن الهيثم المعروف بابن الهيثم حوالي العام 965 ميلادي في مدينة البصرة العراقية. عاش هذه الفترة الزاخرة بالحركة الثقافية والعلمية تحت حكم الخلافة العباسية. رغم أنه درس عدة مجالات مثل الفيزياء وعلم النبات والأحياء وغيرها، فإن بحثه المكثف حول الانكسار والتشتت والانتشار الضوئي جعل منه مرجعًا عالميًا في مجال البصريات.
كتاب "المناظر" الشهير لبن هيتيم -وهو عبارة عن سلسلة مكونة من سبعة مجلدات- يشرح نظرياته الرائدة بشأن طبيعة الضوء وكيفية رؤيته بواسطة العين البشريه، بالإضافة إلى وصف تفاصيل دقيقة لأنسجة العين الداخلية مثل القرنية والسائل المائي والشبكية. وهذا الأمر دفع البعض للاعتقاد بأن بعض أفكاره قد تكون مستقبلية بالنسبة لعصرها.
لكن ربما كانت أهم إسهامات ابن هيتيم هي اكتشافه لقانون الانكسار وانعكاس الأشعة الضوئية داخل الوسائط المختلفة، والتي تعتبر أساس عملية التقاط الصور باستخدام عدسات محدبة. لقد أدرك منذ قرون مضت التأثير الكبير لنوع العدسة المستخدمة أثناء تصوير المشهد المرئي للحصول على صور ذات نقاوة عالية وبؤر مركزية حادة.
على الرغم من عدم امتلاك ابن هيتيم لمعدات التصوير كما نعرفها الآن، فقد وضع اللبنات الأولى لما أصبح فيما بعد فن ومنطق التصوير الفوتوغرافي. يعود الفضل الكبير إليه في فهم قوانين الانكسار المتعلقة بالأشعة الضوئية والإضاءة، والتي تم استخدامها لاحقًا لتحقيق تحكم دقيق عند إنتاج الصور سواء أكانت مطبوعات فوتوغرافيه أم شرائح سينمائيه.
إن تأثير أعمال ابن هيتم العلمية عميق ومتنوع، حيث قام بتأسيس الطريقة التجريبية للأبحاث العلمية وتميز بدوره الريادي كمطور مبكر لمنظومة معرفيه تضمنت عددا هائلا من المؤلفات الواسعه الانتشار والمؤثره حتى عصرنا الحالي.