تشير العلوم السياسية إلى الدراسة الأكاديمية المتخصصة للحكومات وأنماط الحكم، والسلوك السياسي عبر الزمان والمكان، بما يشمل نظرياته وآليات عمله. تعود هذه المسيرة المعرفية إلى القدم، حيث تعتمد أساسياتها الأولى على أفكار الفلاسفة القدماء كأرسطو وأفلاطون، اللذان أدخلا تصورات حول طبيعة الحكومة المثالية والحكمة في تدبير الشأن المدني.
وفي عهد النهضة الأوروبية وبالتحديد مع بروز مفكري القرن السابع عشر كالمنظر السياسي نيكولو مكيافيلي والفيلسوف جان جاك روسو ومارتن لوثر، شهد مجال العلوم السياسية طفرة بارزة أدت لتشكيله الحديث. ساهم هؤلاء المفكرون بإضافة عناصر جديدة للبحث السياسي منها اهتمام وثيق بحقوق الفرد داخل المجتمع والدولة بالإضافة لإبدائهم الرأي بشأن أشكال الحكم المختلفة.
تأثير الثورة الصناعية ورعايته لفلسفة التنوير زادا أيضًا من توسيع مظاهر التحصيل المعرفي والعلمي بهذا المضمار. فعلى الرغم من كون المصطلحات ذات الجذر "سياسي" موجودة سابقاً إلا أنها اكتسبت مصداقيتها وشهرتها الراهنتين بفضل إنجازات الباحث الاجتماعي الألماني كارل ماركس وأستاذه ماكس فيبر اللذان أسسا أسسا نظرية شهرة لما يعرف بسوسيولوجيا النظام السياسي متعددا بذلك منظور البحث ليشمله اقتصاديًا واجتماعياً وليس فقط داخليا للحكومة نفسها.
إحدى المحاور المركزية ضمن تطورات العلاج الحالي للعناصر المنظورية لعلم السياسة وهي محور الأخلاق الأخلاقية المعاصرة المبنية علي رؤيتي جون راولز وديفيد ايستون والتي برزا بشرح كيفية توظيف تقنيات الاستشراف لسلوك الإنسان السياساتي وكذا توصيف دور المواطن الناقد المستنير تجاه شؤونه الوطنية والخارجية عبر الاطلاع المكثف عليه وعلى تاريخ نشأة وتحولات النظام الحكومي العالمي .
تلعب معرفتنا الوافية بالقواعد الاجتماعية والنظام التشريعي لدينا دورا حيويّا بالحفاظ علي تماسك مجتمعاتنا واتزان هياكل حكم بلادنا إذ تستقطب تخصص علوم السياسة تنوع مجالات عمل متنوع ومتنوع كالخدمة المدنيه ،القضاء ،الإدارة العمومية والشركات الخاصة فضلاًعن ميدان الصحافه وتقديم النصائح الاستراتيجيه لأنظمة الحكم المختلفه .