الكتابة، باعتبارها إحدى أهم أدوات الاتصال الإنساني، تلعب دورا متعدد الأوجه في حياة الفرد. فهي أكثر من مجرد وسيلة للتواصل؛ بل هي رحلة ذاتية نحو التحقق والتطور. فيما يلي نستعرض بعض الأهداف الرئيسية للكتابة وكيف تتماشى هذه العملية مع تحقيق هذه الأهداف:

1. التعبير عن الذات: الكتابة تمثل بوابة للإدراك الذاتي والإعلان عنه للعالم الخارجي. إنها تقود إلى فهم عميق لأفكارك ومشاعرك وما تحمله داخلك. ومن خلال الكتابة، يمكنك إعادة بناء ذكرياتك وشخصيتك بطريقة واضحة وموجزة، وهو أمر يغذي بشدة ثقتك بنفسك ويوفر لك فرصة لتقديم نفسك للعالم بثقة واحترام أعلى.

1. الثبات والديمومة: أحد أبرز سمات الكتابة هو قدرتها على الحفاظ على الأفكار والمعرفة عبر الزمن. هذا الثبات يلبي حاجة البعض الراسخة للخلود، حيث ترى الكتابة طريقة لاستمرار وجودنا في العالم بعد الرحيل الجسدي. تعتبر الأعمال الأدبية والفلسفية خير مثال على كيفية تجسيد أفكار عظماء التاريخ واستمرارية تأثيرها عبر القرون.

1. تحفيز التفكير البناء: تتميز ممارسة الكتابة بأنها لعبة دماغية معقدة تستغل كلتا النصفيْن الأيمن والأيسر منه بشكل فعَّال. تتطلب عملية ترتيب الأفكار وإبداع محتوى مكتوب أن تقوم بتجميع خبرات حياتية ومعلومات متنوعة وتنظيمها وفق خطاب منطقي واضح. أثناء هذه العملية، يتم تطوير المهارات التفكير الحرّي والحل الإبداعي للمشاكل وحسن استخدام اللغة للدفاع عن آرائك وعرض وجهة نظرك بإيجاز ودقة.

1. تنظيم الأفكار وتوثيق المعلومات: توفر لنا الكتابة منصة ممتازة ليس فقط لشرح ما نعرفه ولكن أيضًا لفهم ما نجهله بشكل أفضل. سواء كانت كتابة يوميات شخصية أو بحث علمي شامل، فالكتابة تستخدم كمخطط ذهني يساعدنا في تصنيف المعلومات وتحديد العلاقات بين المفاهيم المختلفة وتعريف الفجوات المعرفية لدينا والتي تحتاج لمزيد من الدراسة والاستقصاء.

1. تسليم ونقل المعرفة: تعد الكتابة مصدرًا هامًا لتبادل التجارب البشرية المتنوعة والثاقبة عبر الجماهير الواسعة الزمانية والمكانية المختلفين. بدءًا من تاريخ الإنسانية المبكرة وانتهاء بمشاركات المجتمع الافتراضي الحالي، شكلت الكتابات نقطة وصل أساسية بين الثقافات والجماعات المختلفة ضمن فترة زمنية واحدة وفي فترات مختلفة أيضا. منح هذا التقدم التبادلي الفرص للسكان لاحقا للاستمتاع بفوائد معرفية واقتصادية واجتماعية كبيرة بما سبقهم.

1. إعادة صياغة الأفكار برواقته ووضوح: علاوة على كونها محطة أولى لوضع الأفكار موضع التنفيذ، تؤهلنا الكتابة أيضًا لمراجعة تلك الأفكار بسلاسة وسهولة مستخدمة فيها أسلوبا نقديا راقياً وذلك عقب الانتهاء منها تماما عند المطابقة النهائية للنصوص المكتوبة أمام عين ناظرها المقصد منها "القارئ". وهذا الأمر غير مجدٍ حين الاختيار طريق إيصال المعلومة مباشرة شفاهاً بسبب سرعة انطفاء ذكرى الحديث فور اندفاع المتحدث لسرد الموضوع التالي التالي...

بهذا الشكل، تظهر فعاليتها في تنمية قدرات الفرد العقليه والنفسيه كما أنها مساهم رئيسي لتحقيق غاية سعيدة لكل شخص يرغب بالإفلات ولو مؤقتٌ من واقع الحياة اليومي المُرهِق لصعوبات مشتركة تواجه الجميع عادة تحت مظلتَي أحزاننا الخاصة عالمُها الخاص بنا خارج المنزل!