القانون الجنائي يشكل العمود الفقري للنظام القانوني في أي دولة، فهو يسعى لحماية حقوق وممتلكات الأفراد والمجتمع ككل. يمكننا تعريفه كمجموعة من القوانين والأنظمة التي تميز وت sanktion الأفعال المضرة بالمصلحة العامة. تتفاوت درجات هذه الأفعال ابتداءً من الجنح الأكثر طفيفا وانتهاء بجرائم الحرب الخطيرة.
الجريمة، وفق هذا السياق، ليست مجرد انتهاك للقوانين بل أيضاً تهديد مباشر للاستقرار الاجتماعي. إنها عمل يخالف القانون مما يؤدي لعواقب وعقوبات قد تشمل السجن أو الغرامات المالية. وعلى النقيض من النزاعات المدنية والتي غالبا ماتكون بين أفراد أو شركات حيث يتم التركيزعلى المصالح الشخصية والإصلاح، فإن القضية الجنائية تُنظر إليها أساساً باعتبارها اعتداء على مبادئ العدالة الأخلاقية والقانونية للدولة نفسها.
إن إجراءات القانون الجنائي معقدة ومتعددة المستويات وقد اختلفت بحسب كل دولة وحكوماتها المختلفة سواء كانت اتحادية أو ولائية أو محلية. لكن جميعها تشترك بمبدأ أساسي واحد وهو فرضية البراءة حتى تثبت الادانة. تبدأ العملية باقتراح رسمي تقدمه السلطات العامة بعد جمع الأدلة المناسبة ثم تمر عبر مرحلتين رئيسيتين هما التحقيق والاستدعاء القضائي قبل الوصول أخيرا إلى محكمة العدل.
هذه القضايا المعقدة تحتاج لفهم عميق للتفرقة الدقيقة بين الجرم والجناية وكذلك فهم طبيعة النظام السياسي والقانوني العام prevailing system of law governing the criminal proceedings within a particular jurisdiction. فهذه الأمور تلعب دوراً حاسماً في تحديد كيفية سير الدعاوى القضائية وأثر القرار النهائي عليها وعلى المتضررين مباشرة بالإضافة لمصداقية ونفع نظام الحكم نفسه برمته.
باسهاب أكثر حول التمييز بين الجنايات والجنح، يمكن النظر للجرائم كالقتل والتسفير وغيرها كتلك التي ترتكب ضمن نطاق جماعة منظمة مثل شبكات الاتجار بالأعضاء البشرية مثلا. بينما تعد السرقة الصغيرة والصيد الليلي أمثلة على أعمال غير قانونية ولكن ذات ضرر محدود نسبيا وبالتالي يتم اعتبارها "جنحات". رغم اختلاف الدرجة القانونية لهذه التصنيفات إلا أنها جميعا تؤكد أهمية وجود آليات فعالة لمنع ومعالجة المشاكل الاجتماعية الناجمة عنها والحفاظ كذلك على ركائز مجتمع سالم وآمن اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا أيضا.