العمران الروماني، بإرثه الغني وابتكاراته الرائعة، ترك بصمة عميقة في عالم العمارة لم يتم محوها حتى يومنا هذا. هذه الزاوية من التاريخ الإنساني شهدت نهضة عمارية أخذت من حضارتَي اليونان والإتروسكان بينما قامت بتغيير وجه الاستخدام التقليدي للأقواس والأعمدة. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي جعلت من العمارة الرومانية تحفة فريدة من نوعها:
1. تطوير أنواع جديدة من الأعمدة: تأثرت الأنماط الثلاث الأصلية للأعمدة لدى الإغريق (الدوري, الآيوني, الكورنثي) لينتج عنها نمطان رومانيان جديدان. العمود التوسكاني، وهو تبسيط بسيط للدوري، والنوع المركب الذي جمع عناصر كلٍ من الآيوني والكورنثي ليولد شكلاً متماسكاً ومتكاملاً.
2. النظام الفريد للأقواس: تعتبر المهارة المذهلة للسكان القدماء في تشييد المباني باستخدام الأقواس أحد علاماتها الأكثر شهرة. كان تصميم الأقواس الرومانية يقوم بتركيب أحجار عظيمة تُسمى "الكريكة" داخل دائرة كاملة تحمل الأحمال بدقة مذهلة. بالإضافة لذلك، فقد طور الرومان أيضًا تقنيات دعم القوس عبر الجدران الجانبية وتوزيع الضغط عليها مما زاد المتانة والقوة لهذه الهياكل البرية.
3. أسقف ذات تصميم حديث: سمح استخدام الاسقف المقوسة برواج تصاميم واسعة بدون الاعتماد بكثافة على الأعمدة الطويلة المعتادة سابقاً. اشهر الأمثلة هنا تتضمن الأسقف المستديرة الشبيهة بالمنافذ وأخرى ذات شكل مخروط ذو رأس مستدير يشبه المخالفات الموجودة فوق رؤوس البشر - وهي صورة جميلة وجذابة للغاية!
4. القباب الأرضية المبارحة: قدمت لنا العمارة الرومانية أول مثال عصري لقبت البيض المدورة المحكمة والتي تعلو سقف بانثيون الشهير ليس فقط بتشابهها العظيم بل أيضا بحجمه الكبير جداً حيث يصل قطره إلى حوالي تسع عشرة متر مربع الأمر الذي يستحق التأمل حقا!. لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد فالجدار الخارجي لهذه القباب يوفر لها دعماً داخليا غير ضروري نظراً لاستعمال مواد مثل الخرسانة المنخفض تكلفة وصنع .
هذه الاختراقات الهائلة التي قدّمتها العصور الرومانيّة جعل منها عصر ذهبياً بالنسبة للهندسة والمعماري الحديث ويتضح لنا مدى تأثير الفن والتاريخ والثقافة علي خلق أي عمل جمالي وخلاق!
