يعتبر مبدأ أوفباو، المعروف أيضًا بمبدأ الملء الإلكتروني، أحد القواعد الأساسية التي تحكم سلوك الذرات والجزيئات على المستوى الذري. هذا المبدأ، الذي وضعته الفيزيائية النمساوية ماري أوفباو عام 1929، يلعب دورًا حاسمًا في فهم تركيب البنية الدقيقة للمواد المختلفة.
أولاً، يؤكد مبدأ أوفباو على فكرة الملء المتسلسل للأوربيتالات الإلكترونية حسب طاقتها. تُملأ الأوربيتالات ذات الطاقة المنخفضة أولاً قبل الانتقال إلى تلك الأعلى طاقة. يُعرف هذا التسلسل بالتدرج الطاقوي للذرة. عندما نقترب من نواة الذرة، تتزايد قيمة العدد الكمّي الرئيسي "n"، بينما تنخفض طاقة الأوربيتال.
ثانيًا، ينص المبدأ على قاعدة هوند وفرضية باولي الحصرية. تقضي قاعدة هوند بأن كل مستوى طاقة يحتوي على أكثر عدد ممكن من الإلكترونات الفردية مع محاذاة مساميرها المغناطيسية بنفس الاتجاه. أما فرضية باولي الحصرية فتقول إنه لا يمكن لأي اثنين من الإلكترونات الموجودة داخل نفس النظام أن تشترك في جميع خصائصها الكمومية الأربع - بما فيها الرقم الكمومي الرابع الخاص بالسبين.
هذه الخصائص العلمية لمبدأ أوفباو تساهم بشكل كبير في فهم كيفية تفاعل الذرات وكيف تشكل الجزيئات. بالإضافة إلى ذلك، لها تداعيات عملية مهمة مثل فهم سلوك المواد أثناء عمليات التحويل والتواصل بين أنواع مختلفة من الروابط الكيميائية.
