تتبع مصادر المعلومات رحلة طويلة ومتنوعة منذ بدء تسجيل المعرفة البشرية حتى عصرنا الحالي. هذه الرحلة تعكس التقدم التقني والثقافي للإنسانية ونمو الحاجة إلى الوصول إلى المعرفة بطرق أكثر كفاءة ودقة. سنستعرض هنا بعض المراحل الرئيسية في هذا التطور.
في الألفية الأولى قبل الميلاد، كانت الكتب الورقية تُعتبر المصدر الرئيسي للمعلومات. كانت مكتبات معابد ومراكز تعلم مثل تلك الموجودة في بلاد ما بين النهرين وبابل معروفة بكثرة كتبها التي غالباً ما تتضمن النصوص الدينية والفلسفية والتاريخية. كما ساهمت الحضارات القديمة الأخرى مثل الصين القديمة واليونان وروما أيضاً بشكل كبير في تطوير كتابة ونشر المعلومات.
مع بداية العصور الوسطى، ظهرت العديد من الجامعات والمكتبات الأوروبية والتي لعبت دوراً رئيسياً في نشر العلم والمعرفة. خلال هذا الوقت، اكتسبت المكتبات الملكية والحبرية أهميتها بسبب جمعها للنصوص الغالية القيمة التي لم تكن متاحة للعامة عادةً. بالإضافة لذلك، أدت حركة الترجمة بين اللغات المختلفة إلى تبادل الأفكار والمعارف بين الثقافات المختلفة.
وفي القرن الخامس عشر، شهد العالم اختراع الطباعة بواسطة يوهانس جوتنبرج مما أدى إلى زيادة كبيرة في كمية الوثائق المتاحة. أصبح كتاب "العهد الجديد" أول عمل مطبوع عام 1455 وهو ما فتح أبواب جديدة أمام توزيع المعرفة بشكل واسع النطاق لأول مرة في تاريخ البشرية.
مع الثورة الصناعية وفي القرن السابع عشر، دخلت الصحافة المطبوعة حيز التنفيذ وأصبحت وسيلة أساسية لنقل الأخبار والعلم والمعرفة للعامة. ثم جاءت حقبة الاتصالات الإلكترونية حيث بدأ الإنترنت يغير وجه الحصول على المعلومات تماماً ابتداءً من الثمانينات وما بعدها مباشرةً. اليوم، يمكن للأفراد من جميع أنحاء العالم الاستفادة فورا من مجموعة هائلة من البيانات الرقمية دون قيود المكان أو الزمان تقريبًا.
من الواضح إذن كيف شكل تطور وسائل وتقنيات تقديم واستهلاك المعلومات جزءاً أساسياً من مسيرة الإنسانية نحو الفهم المتزايد للعالم ومنظمته ومعرفته.
