تشكل الآثار جزءاً حيوياً من تاريخ البشرية وثقافتها، وهي شهادة حيّة لماضي مجيد يحتاج للحماية والحفظ للأجيال المقبلة. ومع ذلك، فإن هذه التحف الزمنية تواجه مجموعة متنوعة من المخاطر التي يمكن أن تلحق بها الضرر وتؤدي لتدهور حالتها. سوف نتعمق هنا لاستكشاف عدة عوامل مساهمة في تعرض الآثار للتلف، بدءاً بتلك الطبيعية مثل الظروف المناخية وعناصر التعرية، وانتهاءً بالتحديات الإنسانية الناجمة عن تصرفات البشر. علاوة على ذلك، سنسلط الضوء أيضاً على الدور المحوري لهذه الآثار كعنصر أساسي يعكس هويتنا الثقافية وهويتها، بالإضافة لأهميتها الاقتصادية المحلية.
- التعرض للعناصر الطبيعية: تشكل الظروف المناخية المختلفة تهديدا مباشرا للآثار. فعلى سبيل المثال، يشكل الصقيع تحديًا كبيرًا لنظم المياه والمواد المستخدمة لبناء هيكل الآثار نفسه. أما الأعاصير والعواصف الغبارية فقد تهيج مواد البناء وتزيل الطبقة الخارجية لحماية النسيج الداخلي لها. كل تلك التأثيرات مجتمعة تستطيع اختراق طبقات المواد التقليدية بل وتدمير جوانب منها.
- تأثير الإنسان السلبي: يُعد دور الإنسان نقطة اهتمام مركزيه عندما يتعلق الأمر برصد دلائل الأحوال الصحية العامة لقطع الآثار الموروثة عبر القرون. إذ إن سلوك الناس - سواء كان قصدياً أم عرضياً – قادرٌ على إيصال قدر هائلٍ من الضرر إليها؛ فالحرائق مثال حيّ على كيف يمكن لمثل هذا النوع من التدخلات المؤذية أن يحدث تغيرات جذرية داخل تركيبة القطعة النسيجية الأصلية للآثار والتي غالبًا ماتكون مبنية أساسها بالحجر والطوب وما نحو ذلك مما يستخدمه الشعوب القدامى. كذلك الحرب تعد مخبرا آخر لكيف تساهم الأعمال العدائية بين الدول بإحداث خسائر يصعب ترميم آثاره لاحقا خاصة وان فقدان المعرفة الخاصة بطرق بناء ونحت المنحوتات الثابتة يعني ضياع فرصة لإعادة بنائه بصورة مطابقة للنص الأصلي.
- الأهمية الاستراتيجية للحفاظ على تراثنا: تحتضن الآثار الكثير من المعلومات التي تمثل حصيلة خبرات وتعامل الانسان قديماً مع بيئته وحوله الاجتماعي والثقافي والديني أيضا وذلك عبر توثيق الوقائع التاريخية والشاهد الحي عن مظاهر حضارية مشرقة تحتاج الى رعاية وصيانة دائمين لاتسمح لفكرة "نسيان" تجربتناcollective past بأن تطلق العنان لصراع انفعالي وضياع ثقافي مستقبلا. فهذه المساحة المتفردة تمتاز بشخصيتها المتميزة وتميزها الواضح عمّا يحيط بها وهذا ماينتج عنه تقديرا شعبيا واسعا ومشروع سياساتي محكم بغرض تثبيت وجوده واستمراريته والذي ينعكس ايجابا اقتصاديا واجتماعياً بفوائد عديدة بما فيها زيادة السياحة والاستثمار المحلي وخلق وظائف جديدة للسكان المحلييين الذين سيجدون فيه مصدر رزقه الوحيد للدخل وزاوية رؤية حياتهم اليومية الجديدة .
- أمثلة بارزة للآثار العالمية: يضم عالم الاثار العديد ممن الأمثلة الرائعة ولكن لدينا اختيار متعدد لمنطقة واحدة فقط كتوضيح مناسب لجلالة موقع أثري واحد مثالا لكل منطقة جغرافية معروفة : كوليسيوم روما الشهيرة والتي تحتوي علي خمسون الف مكان جلوس وحدود دخول بلغت ثلاث وسبعين بابا مختلفـ وفوقها مباشرة يأتي معبد بعلباك اللبناني الشامخ الشأن ثم أخيرا فوقهما ايضا نرى عبقرية الهندسة الفرنسية حين بنوا جسراً وصل طولــه الي خمسه وعشرين كيلومترا اسموا عليه اسم "Puente del Gar" والذي يعد واحدا من اطول وابرز المشاريع المدنية الحديثة باوروبا حاليا بعد انتهاء الاعمال فيه قبل فترة قصيره جداً .
