في مثل هذا اليوم من كل عام، يأتي العالم معًا للاعتراف بالمساهمات الجليلة والقيم الثمينة التي يقدمها كبار السن لبني جنسهم. وقد أقر الأمم المتحدة، منذ العام 1990، أول أكتوبر يوماً عالمياً لكبار السن للتأكيد على أهمية تقدير تجاربهم الغنية والإنجازات البارزة، وكذلك لتعزيز التوعية بالقضايا المتعلقة بهم.
لقد سبقت قرار الأمم المتحدة عدة مبادرات هامة، منها "خطة فيينا الدولية للشيخوخة" التي تبنتها الجمعية العالمية لكبار السن عام ١٩٨٢ وتم التصديق عليها بعد ذلك من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما صدرت "مبادئ الأمم المتحدة لشؤون كبار السن" عام ١٩۹۱ والتي تلزم الدول بتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة العمرية. ولم تتوقف جهود الأمم المتحدة عند ذلك الحد، فقد عُقد المؤتمر الدولي الثاني بشأن الشيخوخة في مدريد سنة ٢٠۰۲ حيث تم وضع "خطة العمل العالمية لصالح كبار السن".
وتتنوع احتفالات اليوم العالمي لكبار السن بشكل ملحوظ حول العالم. فغالباً ما يلقي الشخصيات السياسية والمسؤولون الحكوميون خطابات تشدد على مكانتهم واحترام دورهم التاريخي. بالإضافة إلى إجراء مقابلات صحفية تعرض تفاصيل حياتهم المثمرة وأعمالهم الرائدة داخل المجتمع المحلي والدولي. كذلك تستضيف المؤسسات التعليمية نشاطات متنوعة لتكريمهؤلاء الأفراد ذوي الخبرة الواسعة وتعريف الشباب بتاريخهم النابض بالحياة. ولا غنى أيضاً عن الأعمال الخيرية الطوعية المرتبطة بحاجات مختلف القطاعات كالبيئة والصحة والثقافة والمجتمع العام والمتخصصة وغيرها مما يعكس مدى عمق ارتباط هؤلاء الأعضاء بالعالم المحيط بهم.
إن الاعتراف بدور كبار السن أمر أساسي لتحقيق توازن اجتماعي حقيقي. إن حكمة التجربة والحكمة المكتسبة عبر الزمن هي موارد ثمينة ينبغي استغلالها واستثمارها قدر المستطاع لإثراء جيل الفتيان والسواعد الناعمة بالأدوات المعرفة والمعرفة للحفاظ على ثروة تاريخ الإنسانية وتطوير ريادة مستقبل البشرية وحفظها بإتقان المهارات التقليدية والنظر بعظمة الرؤية لحاضر مليء بالتحديات واعدة بمستقبل مشرق لكل طفل يحلم ويخطو نحو الحياة بكل قوة وطموحات سامية!