تعتبر عملية جمع البيانات جزءًا لا يتجزأ من البحث العلمي والصحة العامة. هناك العديد من التقنيات المتنوعة المتاحة أمام الباحثين لتحقيق هدفهم في الحصول على بيانات دقيقة وشاملة. سنستعرض هنا ثلاث تقنيات رئيسية لجمع البيانات: الملاحظة والاستبيان والمقابلات وجلسات مجموعات التركيز.
- الملاحظة: تعتبر واحدة من أكثر الطرق شيوعًا لجمع البيانات، حيث يتم مراقبة سلوك الأفراد أو الظواهر الطبيعية وتسجيل ملاحظاتها بدقة. هذا النهج فعال خاصةً عند دراسة سلوك الإنسان الطبيعي في بيئته الحقيقية. ومع ذلك، فهو قد يكون محدودًا بسبب احتمالية التحيز والتفسير الشخصي للملاحظات.
- الاستبيان: يشير للاستبيان إلى قائمة منظمة من الأسئلة ذات صلة بالبحث الموضوعي. هذه الطريقة تتيح للباحثين الوصول إلى مجموعة كبيرة من الإجابات بوقت قصير نسبيًا. يمكن استخدام الاستطلاعات عبر الإنترنت أو بطاقات الورق التقليدية. أحد العيوب الرئيسية لاستخدام الاستبيان هو احتمال عدم دقة الإجابات إذا لم يكن المستجيبون صادقين أو فهموا الأسئلة بشكل صحيح.
- المقابلة: تعد المقابلات طريقة غنية بالمعلومات تجمع بين الأساليب التربوية والصحفية. خلال جلسة مقابلة، يستطيع الباحث طرح أسئلته مباشرة والحصول على شرح تفصيلي والإجابة على الأسئلة غير الواضحة. هذا النوع من الجمع للبيانات مناسب جداً عندما يحتاج الأمر لأعمق الفهم للسلوك أو الرأي المعقد. لكن، قد تكون المكالمات الشخصية مكلفة ومستهلكة للزمن وقد تؤثر نتيجة لها مشاعر المحاور مما يعطي نتائج متحيزة.
- جلسات التركيز: هي شكل متقدم من أشكال المقابلات حيث يتم دعوة عدة أفراد ذوي خبرة مشتركة لمناقشة قضية ما تحت إشراف مدير المجموعة. تساعد هذه العملية في استخراج رؤى عميقة وفهم ديناميكيات المواقف الاجتماعية والعاطفية. بالإضافة إلى كونها مثمرة، إلا أنها تحتاج لكثير من الوقت والجهد لإدارتها بصورة ناجعة.
هذه الأنماط المختلفة لجمع البيانات مهمة لكل مجال بما فيه الصحة، ولكن اختيار المناسبة منه يبقى مرتبط بكفاءة القدرة المالية والأخلاقية والزمانية للباحث وللمشاركين أيضًا.