كان للعالم هيرو السكندري دور بارز في تطوير العديد من المجالات العلمية الهامة، خاصة في الرياضيات والهندسة والفيزياء، وذلك خلال القرن الأول الميلادي بمصر القديمة. رغم عدم توفر معلومات كثيرة عنه شخصيًا، إلا أن إنجازاته العديدة ترك أثراً طويل الأمد. درس هيرو الفيزياء والميكانيكا والرياضيات وأصبح مرجعًا مهمًا في تلك المجالات. عمل أيضًا كتلميذ ومعلم في متحف الإسكندرية الشهير آنذاك.
من أهم ابتكارات هيرو جهاز المحرك البخاري الأول عالمياً. عرف أيضًا باسم "آلية هيرون" (Aeolipile)، والتي تعتمد بشكل رئيسي على تسخين المياه لتكوين البخار الدافع للكرة الدوارة حول محور محوري مدمج بساقيين متصلتين بإسطوانة تحتوي البخار. كانت هذه التقنية الرائدة المبكرة تستخدم لفهم وتحليل خصائص الطاقة والحركة المبنية على ضغط البخار.
كما قدم هيرو إسهامات كبيرة في نظرية الانكسار وانعكاس الضوء، مشيرا بشكل واضح إلى حقيقة انتقال الضوء عبر وسط واحد باتباع أقصر مسافة ممكنة بين نقطتين – وهي الفكرة نفسها التي أصبحت معروفة لاحقا بفكرة خطوط الرؤية المستقيمة. تأثر العالم الإسلامي الكبير ابن الهيثم بشرح مفصل لنظرية هيرو للضوء فيما بعد بنصف قرن تقريبًا.
وفي مجال الهندسة، أسهم هيرو بتطوير طرق وحسابات حساب المساحات للأشكال الهندسية المختلفة بما فيها المثلثات باستخدام صيغة تحمل اسمه حتى الآن. كما طور منهجيته الخاصة بحساب جذور الحدود التربيعية والجذر التربيعي للجذور المركبة كذلك.
جمع أعمال هيرو المتعددة في عدة كتب منها أشهرها "البنيوماتيكا"، الذي سلط فيه الضوء على الوظائف العملياتية المختلفة واتصالات المنظمات الهوائية خلال عصر النهضة الأوروبية الحديثة. باختصار، يعد هيرو واحداً من أكثر المهندسين والفلاسفة تأثيرًا في تاريخ البشرية منذ القدم لما خلف لنا من تراث علمي غزير وغني بكل المقاييس والمعايير.